في الثالث من تموز، تنحني الأرواح بخشوع أمام رفات شهداء دير رقاد والدة الإله – حمطورة، أولئك الذين رووا تراب هذا الدير المقدّس بدمائهم الطاهرة، فكانوا زينة الإيمان الأرثوذكسي وشهودًا أحياء للحب الإلهي حتى الموت.
شهداء مجهولو الأسماء والهوية، معروفون فقط عند الرب، اختاروا الإيمان طريقًا، فدفعوا حياتهم ثمنًا للحقيقة. لم تُدوَّن سيرهم في كتب التاريخ، لكن دماءهم خطّت أعظم شهادة على القداسة والبطولة.
ها هي نعوشهم، بعد قرون، تُفتح لا لتكشف عن رفات بالية، بل عن حضور حيّ للنعمة، عن أجساد أنارتها السماء وشهدت للحق.
نجتمع اليوم لا لنرثيهم، بل لنستنير بهم، لنقول: لسنا وحدنا في معركتنا الروحية، فهؤلاء الإخوة والأبطال سبقونا على طريق الصليب، وحملوا تاج الاستشهاد.
ليكن ذكرهم مؤبّدًا، ولتشفع بنا صلواتهم أمام عرش النعمة، كي نثبت بالإيمان، ونمضي بسلام نحو مجد الرب القائم من بين الأموات.
يا شهداء حمطورة، صلّوا لأجلنا!