ألعاب الماضي… «طاق طاق طاقية» وذكريات الطفولة البسيطة

You are currently viewing ألعاب الماضي… «طاق طاق طاقية» وذكريات الطفولة البسيطة

كثيرة هي الألعاب الشعبية التي ملأت حياة أطفال الماضي بهجةً وتواصلاً، قبل أن تحلّ مكانها الشاشات والهواتف الذكية. ومن أشهر تلك الألعاب التي لا تزال حاضرة في الذاكرة لعبة “طاق طاق طاقية”، التي جمعت الأطفال على البراءة والضحك والدهاء.

في هذه اللعبة، يجلس الأولاد على الأرض في حلقة دائرية، ويُختار أحدهم ليبدأ اللعب، فيدور حول رفاقه حاملًا طاقية وهو يردد بصوتٍ مرح طاق طاق طاقية :

ويشاركه الجالسون الترديد في انسجامٍ جميل، فيما يُمنع عليهم الالتفات أو النظر إلى الخلف. وأثناء الدوران، يختار اللاعب أحد الجالسين بخفةٍ ودهاء، ويضع الطاقية وراء ظهره دون أن يشعر أحد، ثم يُكمل الدوران بسرعة.

وحين ينتبه الطفل الجالس إلى الطاقية خلفه، ينهض مسرعًا ليلحق بزميله ويحاول ضربه بها قبل أن يصل إلى مكانه. فإذا نجح الأخير في الجلوس مكانه قبل أن يُمسك به، يُعتبر المنتبه هو الخاسر. أمّا إذا لم يلاحظ الطفل الطاقية خلفه حتى يعود اللاعب إليه، يتلقى ضربة خفيفة على رأسه بالطاقية عقابًا على عدم انتباهه، قبل أن يبدأ هو الدوران مرددًا الأغنية ذاتها.

كانت هذه اللعبة، وسواها من ألعاب الماضي، تجمع بين الحركة الجسدية، وسرعة البديهة، وروح الجماعة، فتمنح الأطفال متعة اللعب في الهواء الطلق، وتعلّمهم التعاون والانتباه والمرونة.

واليوم، تسعى الفرق الكشفية والطلابية والجهات التربوية إلى إحياء هذه الألعاب الشعبية، باعتبارها جزءًا من التراث الاجتماعي الذي شكّل ذاكرة الأجيال، وساهم في بناء شخصياتهم بوسائل بسيطة ومحبّبة.

اترك تعليقاً