إشارة الصليب ليست مجرّد حركة جسدية نعتاد عليها، بل هي فعل إيمان عميق يربط حياتنا كلّها بالنعمة الإلهية. فنحن نرسم الصليب عندما نشكر على عبارة: “المجد للآب والابن والروح القدس”، وعند الطعام قبل الأكل وبعده، عند الاستيقاظ والنوم، وعند الدخول إلى المنزل أو الخروج منه. إنّها ترافق يومياتنا لتبارك كلّ فعل، وتطهّر كلّ كلمة، وتقدّس كلّ حركة.
وفي الليتورجيا، تتجلّى إشارة الصليب في كلّ خدمة مقدّسة: في الزواج عند وضع الأكاليل، في تقديس الماء والخبز والنبيذ، وفي كلّ بركة تُعطى للشعب. فهي ليست مجرد رمز، بل استدعاء فعليّ لحضور الله وقدرته.
ما نستنتجه من العهد القديم ومن حياة الكنيسة، هو أنّ الصليب هو برق يسبق رعد النعمة الإلهية، يعلن قوّتها ويستحضرها في حياتنا. إنّه علامة خلاص، وحضور محيي، وشهادة على الإيمان بالذي غلب الموت بقيامته.
فلنرسم الصليب بثقة وإيمان، ولنجعل منه رفيقاً دائماً في مسيرتنا، حتى يكون كل ما نقوم به مباركاً ومقدّساً.
“فلصليبك يا سيّدنا نسجد، ولقامتك المقدّسة نسبّح ونمجّد. آمين.”