المطران عطالله حنا-
ها قد اقترب عيد الميلاد. وابتدأ المؤمنون يستعدّون لاستقبال السيّد له المجد. همّهم أن يحوّلوا قلوبهم مطارح ينزل فيها “الكلمة” الذي صار بشراً فسكن بيننا” (يوحنا 1: 14).
ابتدأنا بالصوم نتهيّأ لاستقبال العيد العظيم. والصوم أساساً هو فترة توبة وابتهال ومحبّة، لا مجرّد انقطاع عن بعض المأكل.
جوهرُ الصّومِ هو تحرُّكُ القلبِ نحو الله والقريب بالتنقية والغسل، لكي يُولَدَ الربُّ في قلوبِنا.
لأنّ الربَّ لا يتّخذُ له مسكناً إلّا القلوب الطاهرة المتبتِّلة له وحده، إنّه إلهٌ غيور، يرفض أن يشاركه هوى.
فخير استعدادٍ للميلاد هو في العمل على أن تذبل الأهواء في قلوبنا، وفي هذا تكمن الغاية من الصيام.
لقد وضعته الكنيسةُ المقدَّسة كي يساعدنا على بلوغ هذه الغاية فنلقى العيد الآتي بقلوب ناصعة بيضاء مشرعة ومصابيحها متّقدة منيرة، فيدخل إلينا ربّ المجد ويتعشّى معنا ونتعشّى معه (رؤيا 3: 20) فيصير الميلاد واقعاً يوميّاً لا عيداً حَوليّاً، ولا يعود ذكرى بل عيد نذوقه كلّ لحظة.
