شهدت مياه المحيط الأطلسي اكتشافًا أثريًا مهمًّا، تمثّل في انتشال أكثر من ألف قطعة نقدية إسبانية تعود إلى ما يزيد على ثلاثمئة عام. وقد قدّر خبراء الآثار البحرية القيمة المادية لهذا الاكتشاف بنحو مليون دولار، بينما تتجاوز قيمته التاريخية ذلك بأضعاف، نظرًا لارتباطه بأسطول عام 1715، المعروف في المصادر التاريخية باسم “أسطول الأطباق”، الذي أبحر من هافانا باتجاه إسبانيا قبل أن تغرق سفنه في أثناء إعصارٍ مدمّر ضرب المنطقة.
وقد تمكّن الكابتن ليفين شافيرز وطاقم سفينة Just Right في صيف عام 2025 من العثور على مجموعة من الريالات الفضية، المعروفة تاريخيًا باسم “قطع من ثمانية”، إضافةً إلى خمسة إسكودو ذهبية، تميّزت بحفظها لعلامات دور السك وتواريخ الإصدار الأصلية، ما يشير إلى سلامة نسبية في ظروف حفظها البحرية.
ويُعدّ الريال الفضي الإسباني من أبرز العملات العالمية خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، إذ مثّل أساسًا للنظام النقدي في مناطق واسعة من أوروبا وآسيا والأميركيتين، وكان يُستخدم في المبادلات التجارية الكبرى.
وأفادت شركة Fleet – Queens Jewels بأنّ حالة هذه القطع النقدية تدلّ على أنّها كانت جزءًا من صندوق واحد أو دفعة موحّدة، انتشرت عند تحطّم السفينة. ويُعدّ هذا الاكتشاف من الحالات النادرة، إذ غالبًا ما تتشتّت محتويات السفن الغارقة بفعل التيارات البحرية والعواصف.
ويأتي هذا الكشف ليُضاف إلى سلسلة من الاكتشافات المشابهة التي سُجّلت على السواحل الممتدة بين ملبورن وفورت بيرس، حيث عُثر سابقًا على ذهبٍ وفضّةٍ بقيمة ملايين الدولارات، تُعزى ملكيتها التاريخية إلى التاج الإسباني.