إن المرضى جسدهم مُهذب بالمرض، كما أن كبار السن جسدهم مُهذب بالواهن. وحاجة هؤلاء إلى الطبيب أوضحها يسوع نفسه، بقوله: “لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى” (مت 12:9).
لذا على المرضى وكبار السن اتباع إرشادات ونصائح الطبيب ليتجاوزوا مرحلة المرض أو كي لا ينال الوهن من أجسادم. ذلك إن وضع لهم الطبيب نظام معيّن لنوعيات من الأطعامة والمشروبات التي قد تتعارض مع نظام الصوم، إن كان صومًا بالامتناع عما هو غير نباتي أو صومًا انقطاعيًا. وليس
لذلك ليس على المرضى وكبار السن فروض الصوم كالأصحاء، إن كان من الطبيب، حتى لا يكون الصوم تعذيب لجسدهم المُهذب بالمرض وبسنين العمر.
في هذا يقول القديس ثيوفانوس الناسك الحبيس (+1894م): “تسألينني إذا كان بإمكان أحد المرضى أن يشرب الحليب في فترة الصيام. لا الحليب فقط بل سائر الأطعمة الملائمة له يستطيع أن يتناولها، طالما أن حالته الصحية تتطلب ذلك”.
كما على الكهنة ورعاة الشعب المؤمن في رعاياهم، خاصة صغار السن والذين يمارسون الصوم الرهباني منهم؛ أن يكونوا رحماء على مثل هؤلاء ويضعوا أمام أعينهم قول يسوع المسيح عن الصوم: “فلو علمتم ما هو إني أريد رحمة لا ذبيحة، لما حكمتم على الأبرياء. فإن ابن الإنسان هو رب السبت أيضًا” (متى 7:12).
وكذلك على الأُسر التي لديها أطفال أن يكونوا رحماء بأطفالهم، بأن يشجعونهم على الصوم لفترات تتناسب مع أعمارهم، أو الامتناع عن بعض الأطعمة التي إن توقفوا عن تناولها لا تؤثر نموهم الجسدي والذهني.
المتروبوليت نقولا مطران إرموبوليس (طنطا) وتوابعها.