القديس تاودورس الشهيد

You are currently viewing القديس تاودورس الشهيد

وُلِد القديس تاودورس في أخائيا من والدين مسيحيَّين، فنشأ منذ طفولته على الفضيلة والتقوى. وما إن شبَّ حتى برز بطلاً شجاعًا في الدفاع عن الإيمان بالمسيح، وانضم إلى صفوف الجيش الروماني، فصار قائدًا في فرقة تخضع للملك الوثني ليكينيوس، صهر الإمبراطور قسطنطين الكبير.

وفي تلك الأيام، كان بالقرب من مدينة هرقلية تنين هائل يبثّ الرعب ويفترس كل من يعترض طريقه. فاندفع تاودورس، متسلحًا بإيمانه وصليب المسيح، نحو مغارة الوحش. وما إن خرج التنين حتى هتف القديس: “باسم يسوع المسيح أهاجمك!”، ثم طعنه برمحه المثبّت بالصليب فصرعه، وخلّص المدينة من شره. عندئذٍ، هرع إليه الناس شاكرين، وكثير منهم اهتدى إلى المسيح.

بلغ الخبر مسامع الملك ليكينيوس، فاستدعاه. لكن تاودورس اعتذر طالبًا أن يأتي الملك بنفسه إلى هرقلية، وهو ما حصل. وهناك استقبل القديس الملك استقبالاً حافلاً. أراد ليكينيوس أن يكرّمه بإقامة احتفال في معبد الأوثان، غير أنّ تاودورس، بدلاً من المشاركة، أخذ بعض التماثيل الذهبية من المعبد ووزّعها على الفقراء. فاستشاط الملك غضبًا وأمر بتعذيبه بوحشية، ثم ألقاه في السجن مشدودًا على شكل صليب.

وفي اليوم التالي، لما أرسل الملك جنديين ليحضرا جثته، وجداه حيًا سليمًا، فآمنا بالمسيح، ومعهما ثمانون جنديًا. فأرسل الملك جيشًا آخر من ثلاثمئة رجل لقتلهم، لكن هؤلاء أيضًا، حين عاينوا شفاء تاودورس الباهر، آمنوا بالمسيح مع جمهور غفير من الوثنيين، هاتفين: “حيّ هو إله المسيحيين، الإله الحق، ولا إله سواه!” وحاولوا إثارة الشعب ضد الملك، لكن القديس منعهم قائلاً: “المسيح غفر لصالبيه، فلا تنتقموا أنتم من أعدائه.”

أخيرًا، أمر الملك بأن يُقطع رأس القديس. فنال تاودورس إكليل الشهادة في السجن سنة 319م، ودُفن في مسقط رأسه أخائيا، كما أوصى قبل استشهاده.

اترك تعليقاً