أحيا “المركز الثقافي الفرنسي” يوم الموسيقى العالمي في ساحة مطرانية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك في بعلبك، بحفل فني موسيقي وغنائي، تجلت فيه إرادة الحياة، بأداء مميز وساحر لمجموعة من جوقة “جمعية حرمون للمكفوفين”، من مراحل عمرية مختلفة، صغارا وشبابا وشابات، حرموا من نعمة البصر، فعوضَّهم الله موهبة في العزف، وأنعم عليهم بأوتار صوتيّة مميزة في حناجرهم الماسية، نهلت من خوابي سفيرتنا إلى النجوم الفنانة فيروز المعتَّقة، ومن تراثنا اللبناني، فتفاعل مع أدائهم الحضور الذي ألهب الأكف تصفيقا ممزوجا بالآهات وعبارات الثناء والإعجاب.
وأضفى حضور فرقة “عود بلا حدود” التي تضم المؤلف الموسيقي وعازف العود سمير نصر الدين، الذي صال وجال بين مقامات النهاوند، العجم، الصبا، البيات، السيكاه، الحجاز، والرست، وشاركه عادل منقارة بالعزف على الغيتار المطواع لراحة يده ولاحتراف المضراب على الأوتار، في حين تنقَّل بهاء ضو بين نغمات الإيقاع المنتظم والمتناوب، والتدريجي، والمتدفق بين أنامله الرشيقة.
وبعد ترحيب مديرة المركز نويمي كنور بالحضور والمشاركين في الحفل، ألقت السيدة ريما مرتضى كلمة المركز، فقالت: “نحتفل اليوم بعيد الموسيقى العالمي، حيث يتوحّد فيه العالم بالرغم من كل المشاكل والحروب، يتوحد حول لغة واحدة: لغة النغم والإحساس التي لا تحتاج إلى عيون… نحتفل اليوم بالموسيقى ليس فقط كفن، بل كجسر بين القلوب، وكأداة للتعبير، للفرح، وللأمل”.
وأضافت: “لقاؤنا اليوم مميز، نلتقي لنسمع ونصغي بكل جوارحنا لموسيقى مختلفة، نابعة من أعماق القلب، ومحمّلة بالشغف، بالأمل، وبالضوء الذي يراه الفنانون الصغار ليس بعيونهم، بل ببصيرتهم وأحساسيهم. حيث يقدم أطفال وشباب جمعية حرمون لوحات موسيقية وغنائية تعبّر عن طاقاتهم، أحلامهم، وحقهم بالتعبير والإبداع”.
وتابعت: “هم لا يرون العالم كما نراه نحن، هم يعيدون رسمه بأنغامهم، وأصواتهم، وروحهم وبإصرارهم على الحياة. فلنسمع لهم بقلوبنا قبل آذاننا، لأنهم لا يعزفون ويغنون فحسب، بل هم يعبرون بفنهم عن قيم الحب والشغف والعزم”.
ونوهت مرتضى ب”حضور فرقة عود بلا حدود، الذي أغنى الأمسية بمعزوفات رائعة”.