الهالوين خافوا الله يامقلدون …

You are currently viewing الهالوين خافوا الله يامقلدون …
هو عيد تمجيد الموت والشيطان، العيد الوثني الذي بدأ في عصور ما قبل المسيحية بين شعوب الكِلت Celtic في بريطانيا وإيرلندا وشمال فرنسا. اعتقدت هذه الشعوب الوثنية أن الحياة الجسدية ولدت من الموت. لذلك احتفلوا ببداية “السنة الجديدة” في الخريف، ليلة ٣١ تشرين الاول وحتى يوم ١ تشرين الثاني.
ووفقاً لتقاليد الكِلت الوثنية، فإن أرواح الموتى تدخل إلى عالم الظلام والتحلل والموت وتُقيم إتحاد كامل مع “سامهاين” إله الموت، وهذا الإله يمكن استرضائه والتقرب منه بعروض شاذة وإطفاء الحرائق والأنوار للسماح لأرواح الموتى للعودة إلى منازلها القديمة بزيارة مهرجانية في هذا اليوم، قبل أن تعود هذه الأرواح وتتحد من جديد مع إله الموت.
فيتم بهذه الليلة الاحتفال بانتصار الظلمة على النور، الإحتفال بسامهاين إله الموت، ويقطينة الهالوين ترمز إلى الإلهة “جيزبيل” إلهة استحضار الأرواح، التي تكره الزواج.
في الكنيسة الكلتية الأرثوذكسية المبكرة، حاول الآباء القدامى مواجهة هذا العام الجديد الوثني من خلال إقامة عيد جميع القديسين في نفس اليوم (في تقويمنا الشرقي، يتم الاحتفال بهذا العيد في يوم آخر). وفي الليلة التي سبقت العيد، أقيمت مراسم احتفالية وسهرانيات صباحية للإحتفال بالافخارستيا. هذا العُرف خلق مصطلح هالوين (أي ليلة جميع القديسين). لكن بالمقابل قام الوثنيون، والمناهضون للمسيحية، بالرد على ما قامت به الكنيسة لتحل بعيدها (جميع القديسين) محل عيدهم عن طريق زيادة الحماس في هذا المساء وجذب الناس، بحيث أصبحت الليلة التي تسبق العيد المسيحي لجميع القديسين ليلة من السحر والشعوذة وغيرها من الممارسات الخفية. منها تدنيس وسخرية من الممارسات والمعتقدات المسيحية. كالاحتفال بالموت بدل الحياة، والظلمة بدل النور وبالشياطين بدل القديسين!
تعلم كنيستنا المقدسة من خلال المسيح يسوع، أن الله وحده سيحكم على كل ما نفعله ونؤمن به وأن أفعالنا إما لله أو ضد الله. فلا يمكن لأحد أن يخدم سيدين. لا يمكن ان أؤمن بنور المسيح وأمجّد ظلمة سمهاين، لذلك لا يجب أن نفعل كما فعل الكلت الوثنيون، الذين أخمدوا النيران في هذه الليلة ليتجولوا ويعطوا فرصة للنفوس الميتة في التجول كما يعتقدون. بينما نحن يجب نضيء القناديل أمام أيقوناتنا، ومع أسرنا، ونسأل الله أن يمنحنا إيمانًا وشجاعة للحفاظ على مسيحيتنا وأن ينقذنا من الشرير.
جاء في القانون ٦٢ للمجمع المسكوني السادس: “لا يجوز لرجل أن يتزيّن بزي امرأة ولا لإمرأة أن تتزين بزي رجل، ولا أن يضع الرجل أقنعة هزلية أو مفجعة .. وكل من يحاول بعد الآن القيام بشيء من هذه الأعمال المذكورة غير اللائقة وهو عارف ماذا يفعل نأمر بإسقاطه إن كان اكليريكياً وقطعه إن كان علمانيًا” (مجموعة الشرع الكنسي، ص٥٨٧).
لذلك أخي المسيحي، احتفالك بالهالوين هو خيانة لإلهك، ورفضك لتعاليم كنيستك، وإعطاء سلطان للأرواح الشريرة أن تسود على حياتك، حتى وإن كنت تمارس هذا لغرض التسلية.
وأختم بكلمات القديس بولس: “لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ وَأَيُّ اتِّفَاق لِلْمَسِيحِ مَعَ بَلِيعَالَ؟ وَأَيُّ نَصِيبٍ لِلْمُؤْمِنِ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ؟ وَأَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ:«إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا، وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا. لِذلِكَ اخْرُجُوا مِنْ وَسْطِهِمْ وَاعْتَزِلُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. وَلاَ تَمَسُّوا نَجِسًا فَأَقْبَلَكُمْ، وَأَكُونَ لَكُمْ أَبًا، وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي بَنِينَ وَبَنَاتٍ، يَقُولُ الرَّبُّ، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ»” (٢كو١٤:٦-١٨)
د.علاء عيد

اترك تعليقاً