المطران عطالله حنا –
نتسائل مع المتسائلين: هل نحن امام مخطط هادف لاعادة احتلال غزة مجددا؟؟
وقد بات واضحا ان هنالك مشاريع احتلالية مبيتة تستهدف قطاع غزة بنوع خاص كما والضفة الغربية ، حيث يبدو ان هنالك مخططات ومشاريع مشبوهة هادفة للنيل من عدالة القضية الفلسطينية والعمل على الغاءها وشطبها وافشال ظهور أي بارقة امل لاي حل ينصف الفلسطينيين بعد هذا الكم الهائل من المظالم التي تعرضوا لها ولسنين طويلة.
القضية الفلسطينية لا توجد هنالك قوة غاشمة في هذا العالم قادرة على شطبها فهي قضية شعب موجود وهو شعب يعشق الحياة والحرية والكرامة كما وهو شعب حي وسيبقى حيا متمسكا بأرضه وهويته وثوابته الوطنية .
ان كل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية مآلها الفشل ولكن السؤال المطروح الى اين نحن ذاهبون ؟ ولماذا كل هذا الدمار والخراب والدماء والالام والاحزان؟ ولماذا العالم يسمح لإسرائيل بأن تستمر في عدوانيتها وهمجيتها وقمعها لابناء شعبنا؟
الى متى سوف تستمر هذه المظالم وشعبنا يعيش ومنذ سنين طويلة في ظل سياسة الحصار والقمع والاستبداد والمظالم التي لم تتوقف .
في غزة هنالك حرب إبادة يجب ان تتوقف فهذا هو مطلبنا الأول والأخير والاهم في هذه الأوقات العصيبة التي نعيشها ، فلا يجوز ان تستمر هذه الحرب واهلنا في غزة يعاقبون ويعانون ويتحملون كما هائلا من الالام والاحزان في ظل حرب همجية قذرة تندرج في اطار التآمر عليهم وعلى عدالة القضية الفلسطينية .
لقد اعلنا مرارا وتكرارا ونؤكد هذا اليوم مجددا بأننا نرفض ما حدث يوم 7 أكتوبر لان الإنسانية عندنا لا تتجزأ ، فلا يوجد في مفهومنا وفي ثقافتنا انسان يستحق الحياة وانسان يستحق الموت فكل البشر يستحقون الحياة وكل البشر يستحقون ان يعيشوا بسلام بعيدا عن آلة الموت والحروب والقمع والظلم.
ما حدث يوم ال7 من أكتوبر عمل مرفوض فالفلسطينيون في نضالهم التحرري كانوا دوما متمسكين بالقيم الإنسانية وتجنب المس بالمدنيين ، وما حصل في هذا اليوم المشؤوم كنا نتمنى ان لا يحصل وعندنا علامات استفهام كثيرة حول ما حدث، ولكن ما هو ذنب شعب بأكمله لكي يدفع فاتورة ما حدث يوم 7 أكتوبر وكأن ما حدث في هذا اليوم كانت الذريعة وكان المبرر لاقدام الاحتلال على ما اقدم عليه من تدمير وقتل في غزة ومن سياسات تعسفية ظالمة في الضفة وفي القدس وكذلك من قمع لحرية التعبير عن الرأي في مناطق ال48 ناهيك عما حدث في لبنان وفي سوريا (وان كنا نعتقد بأن الاحتلال لا يحتاج الى مبررات لكي يمضي في جرائمة وقمعه واستهدافه لشعبنا) .
وكأن ما حدث يوم ال7 من أكتوبر كانت الشرارة لكل هذا الدمار والخراب وشعبنا يدفع فاتورة باهظة لحرب ظالمة فرضت عليه وادت الى هذا الكم الهائل من الخسائر البشرية ” وهي ليست خسائر تكتيكية ” بل هي خسائر بشرية بكل ما تعنيه الكلمة من معاني وكل قطرة دم تعني الينا الشيء الكثير .
الى متى سوف يستمر هذا العدوان وهذا التآمر على شعبنا والى متى سوف تستمر حالة الوهن والضعف العربي في التعاطي مع هذا الملف وهنا وجب تذكير العرب بأن الذي يتآمر على فلسطين اليوم سوف يتآمر عليكم غدا، فلا تظنوا انكم بعيدين عن هذا التآمر وعن هذه المشاريع المشبوهة .
الى متى سوف يبقى بعض القادة السياسيين في هذا العالم الذين يتشدقون بحقوق الانسان يغضون الطرف عن الجرائم المرتكبة بحق شعبنا ؟
دماء الفلسطينيين ليست رخيصة كما هي دماء كل انسان في هذا العالم فلا يوجد هنالك انسان من الدرجة الأولى وانسان من الدرجة العاشرة ، وازدواجية المعايير فيما يتعلق في الشأن الفلسطيني انما هي مرفوضة ومستنكرة جملة وتفصيلا ، فكما رفضتم ما حدث يوم 7 أكتوبر فمن واجبكم ان ترفضوا أيضا الجرائم التي ارتكبت بحق شعبنا خلال العام والنصف المنصرمين لا بل خلال كل السنين الماضية التي عانى فيها الفلسطينيون من الاحتلال وممارساته العنصرية الظالمة .
لا يوجد هنالك جريمة حلال وجريمة حرام فكل الجرائم حرام وكل القتل حرام والحروب تولد الحروب والقتل يولد القتل والإرهاب يجلب الإرهاب والانتقام يولد الانتقام .
فبدلا من ان تغضوا الطرف عن الجرائم المرتكبة بحق شعبنا ، اعملوا من اجل وقف هذه الحرب ومن اجل حل جذري للقضية الفلسطينية يضمن الحقوق والثوابت الفلسطينية كاملة ، فحل القضية الفلسطينية هو مفتاح السلام في منطقتنا وفي عالمنا.
وبدلا من اخذ المسكنات يجب ان تعملوا على اقتلاع الوجع من جذوره ولن يكون هنالك خيار اخر سوى حل القضية الفلسطينية لكي ينعم الفلسطينيون بحرية طال انتظارها في ارضهم المقدسة والتي في سبيلها قدموا وما زالوا يقدمون التضحيات الجسام.
فلتتوقف حرب الإبادة وللتوقف مظاهر العنف والحروب والانتقام كلها فلا نريد خطابا دمويا حاقدا وعنصريا بل نريد خطابا ينادي بالعدالة والحرية والسلام ولن يكون هنالك سلام حقيقي على حساب الشعب الفلسطيني وعلى حطام قضيته العادلة.
السلام لن يكون الا بتحقيق العدالة ونيل الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة غير منقوصة.
أوقفوا الحرب الان الان وليس غدا ، واعملوا من اجل تحقيق العدالة المغيبة والسلام الحقيقي في ارض السلام المتعطشة للسلام .