باب بولس، أحد أبواب دمشق الشرقية إلى جانب باب شرقي، يشكّل شاهدًا حيًّا على بدايات التاريخ المسيحي في المدينة. يعود سبب تسميته إلى حادثة تاريخية وقعت عام 35 ميلادية، حين قام بوّاب الباب، ويدعى جاورجيوس، بتهريب القديس بولس بعد اهتدائه للمسيحية، إذ أنزله في زنبيلٍ كبير خارج أسوار المدينة، لينقذه من مطارديه من اليهود الدمشقيين. غير أنّ هذا الفعل البطولي كان ثمنه استشهاد جاورجيوس رجمًا، فصار موضع دفنه لاحقًا مقبرةً للمسيحيين الدمشقيين.
تقع كنيسة القديس بولس داخل الباب، وهي من أوائل المعالم المسيحية في دمشق، إلى جانب كنيسة المريمية وبيت حنانيا الرسول، ما يجعل المكان محورًا روحيًا وتاريخيًا بالغ الأهمية في السردية المسيحية الشرقية.
ويُعرف باب بولس أيضًا باسم باب كيسان، نسبةً إلى كيسان مولى معاوية بن أبي سفيان، الذي قاد قوة من جيش المسلمين خلال حصار دمشق عام 635م. وبذلك يتقاطع عند هذا الباب تاريخان: مسيحيّ وبداية الفتح الإسلامي، في مشهد يجسّد تعاقب الحضارات على دمشق وثراء ذاكرة المدينة العابقة بالإيمان والشهادة.
باب بولس ليس مجرّد فتحة في سور دمشق القديم، بل نافذة على قرونٍ من الإيمان والصراع والتحول، وبصمة خالدة في وجه مدينة لا تزال تحفظ أسرار روحها بين حجارتها العتيقة.
