بيت لاهيا: قرية التاريخ والمقاومة على خارطة 1874

You are currently viewing بيت لاهيا: قرية التاريخ والمقاومة على خارطة 1874

تُعدّ قرية بيت لاهيا من أعرق قرى منطقة غزة، وقد ظهرت على خارطة عثمانية تعود لعام 1874، لتؤكّد على حضورها الجغرافي والتاريخي العميق في فلسطين.
ورد اسم القرية في سجلات الأوقاف المملوكية كأرض وقف مخصصة لمساجد مدينتي غزة والقاهرة، ما يدل على دورها الديني والاقتصادي الهام منذ قرون.

شكّلت بيت لاهيا محطة استراتيجية على الطريق الدولي المعروف باسم “طريق البريد” أو “الطريق السلطاني”، الذي ربط بين قارتي آسيا وأفريقيا، مرورًا بمدينتي دمشق والقاهرة.

زراعة وتجارة مزدهرتان

خلال الحقبة العثمانية، اشتهرت بيت لاهيا بازدهار الزراعة المروية، خاصة في أراضي المواصي — وهي الأراضي المزروعة ضمن الحفر بين الكثبان الرملية قرب البحر الأبيض المتوسط.
كانت القرية مشهورة بزراعة التمر والعنب، ثم لاحقًا بزراعة البرتقال، حيث انتشرت البيارات الواسعة في السهل الساحلي الممتد من يافا حتى خان يونس، وكانت تُعدّ جزءًا من قضاء غزة.

هوية دينية ومقاومة متجذّرة

تحيط بالقرية مقامات دينية ذات شأن روحي وتاريخي، مثل:

  • مقام رجال الأربعين

  • مقام الشيخ نقية

  • مقام الشيخ منام

وقد شكّلت مع شقيقاتها بيت حانون، جباليا، والنزلة، خطّ دفاع تاريخي وصمود في وجه نكبة عام 1948، بينما تحدّ أراضيها العديد من القرى المهجّرة مثل دمرة، هربية، ودير سنيد.

بيت لاهيا اليوم لا تزال شاهدة على التاريخ، وواحة للهوية الفلسطينية التي عصفت بها النكبات، لكنها لم تُزلها من خارطة الوجود.

اترك تعليقاً