وُلدت القدّيسة تريزيا الطفل يسوع في فرنسا عام 1873، ونشأت في عائلة مؤمنة تميّزت بتقواها العميقة. في سن الخامسة عشرة، قرّرت الانضمام إلى دير الكرمليّات في مدينة ليزيو، مدفوعة برغبة صادقة في تكريس حياتها لله. وعلى الرغم من صِغر سنّها، عاشت حياة روحيّة غنيّة وعميقة، تميّزت بما سمّته «طريق البساطة والطفولة الروحيّة»، أي الثقة الكاملة بالله والبحث عن القداسة من خلال الأعمال اليومية الصغيرة، لا عبر البطولات الكبرى أو التضحيات الاستثنائية.
رأت تريزيا في الكتاب المقدّس والطبيعة وسيلتين أساسيتين للتأمّل والتقرّب من الله، وكانت تلمس في أبسط مظاهر الحياة حضور الخالق ومحبّته. عانت في سنواتها الأخيرة مرض السلّ، لكنها واجهته بإيمان راسخ وتسليم كامل لمشيئة الله. رقدت بربها في 30 أيلول 1897، تاركةً مثالًا خالدًا في الإخلاص والاتكال الطفولي على الله، ورسالة روحيّة ما زالت تلهم الملايين حول العالم حتى اليوم.
