أمل عيد –
ما راحةُ الإنسانِ إلا في أن يكون على سجيّتِه، مرتاحًا يملكُ قراره، لا يُلزَمُ بما لا يُطيق، ولا يُجبر على ما ليس له به إرادة، لأنَّ النفسَ لا تستقيمُ على غيرِ ما فُطِرت عليه؛ الحرية.
والقلبُ يضطربُ إذا أُلجِئ إلى ما ليس منه، كما يضطربُ العصفورُ إذا حُبِس عن فضائه. فكيف يُقالُ لمن رفض أن يضعَ نفسَه في غيرِ موضعِها: إنَّه أنانيّ؟
أظنُّ، والله أعلم، أنَّ الأنانيةَ الحقيقيةَ أن يُطلَبَ من الإنسانِ أن يبيعَ راحتَه لأجلِ رضا غيرِه، وأن يُحمَّلَ فوق طاقَتِه باسمِ الواجبِ أو الإيثار، حتى إذا ضاقت عليه نفسُه، وذَوَت روحُه، قيل له: ما لك لا تفكِّرُ إلا بنفسِك؟
أوَليس الإنسانُ أولى بنفسِه، وراحتُه النفسيَّةُ جزءٌ من حقِّه في هذه الحياة؟
فلا يحقُّ أن يلومَه مَن لا يُدرِكُ أنَّ النفسَ إذا ضُيِّق عليها، ضاقتِ الدنيا على صاحبِها ولو وَسِعَت، وإذا التمس راحتَه، اتَّسعتِ الحياةُ ولو ضاقت!