في تلك الحقبة الهادئة من الزمن، حين كانت فلسطين لا تزال تنبض بطيبة أرضها وصفاء هوائها، تميّزت نساء منطقة رام الله بذوقٍ رفيع ومهارة فريدة في فن التطريز اليدوي، ذلك الفن الذي لم يكن مجرد زينة للثياب، بل لغة صامتة تحكي حكايات الانتماء والهوية.
تجلس النساء على عتبة البيوت الحجرية، أو تحت ظل شجرة زيتون، بأثوابهن المطرّزة بعناية، وأيديهن تنسج الخيوط بألوانها الزاهية على القماش الأبيض أو الكحلي. لا آلة تخترق هدوء المكان، فكل غرزة تُغرز بالإبرة هي خطوة في مسار حفظ الذاكرة.
