زياد الرحباني

You are currently viewing زياد الرحباني

وُلد زياد في أنطلياس عام 1956، وهو الابن البكر للسيدة فيروز وللموسيقار عاصي الرحباني. نشأ في بيت غارق في الفن والإبداع، فكانت الموسيقى لغته الأولى، والجرأة رفيقته منذ بداياته. وهو لم يتجاوز السابعة عشرة حين لحن أولى مقطوعاته، ليخطّ بعدها مسارًا فنيًا مختلفًا عن الخط الرحباني التقليدي.

تميّز زياد بأسلوب متفرّد جمع بين الموسيقى الشرقية والجاز الغربي، ليصوغ هوية موسيقية جديدة عُرفت بالـ oriental jazz. ومن خلال ألحانه، قدّم روائع خالدة بصوت فيروز وعدد من كبار المطربين، فأثبت أنّه امتداد للعبقرية الرحبانية وفي الوقت نفسه متمرّد عليها.

لم يكن زياد مجرد ملحن، بل كاتب مسرحي ساخر لامع. مسرحياته مثل “بالنسبة لبكرا شو؟” و*”فيلم أميركي طويل”* و*”نازل السرور”* شكّلت منصات للنقد الاجتماعي والسياسي اللاذع، عكست هموم اللبنانيين خلال الحرب الأهلية وما بعدها. كان صوته عاليًا في وجه القهر والفساد، وموسيقاه لغة احتجاج بقدر ما كانت لغة جمال.

عرفه الناس صريحًا، حرًا، لا يساوم على قناعاته، فصار رمزًا لجيل حمل الهمّ الوطني والإنساني. ومع كل لحن ومشهد، كان يكتب سيرة وطن جريح، ويفتح نوافذ للأمل رغم العتمة.

جنازته في بيروت تحولت إلى وداع وطني مؤثر، حيث اجتمع محبّوه يصفقون ويرمون الزهور كأنهم يردّدون معه آخر نغمة. وبرحيله، طُويت صفحة من أنصع صفحات الفن اللبناني والعربي، لكن موسيقاه وأفكاره ستظل نابضة، شاهدة على عبقرية فنان آمن بأن الفن موقف قبل أن يكون لحنًا أو كلمة

رحل عن عالمنا الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني يوم السبت 26 تموز 2025 في بيروت عن عمر ناهز التاسعة والستين، إثر نوبة قلبية مفاجئة، تاركًا وراءه إرثًا موسيقيًا ومسرحيًا استثنائيًا سيبقى حاضرًا في الذاكرة الثقافية العربية.

اترك تعليقاً