تُعدّ غادة السمّان (مواليد 1942 – دمشق) واحدة من أبرز الأديبات والشاعرات العربيات في النصف الثاني من القرن العشرين. وقد تميّز نتاجها الأدبي بالتمرّد على التقاليد الاجتماعية والثقافية السائدة، فكسرت القوالب الأدبية المألوفة، وكتبت بنَفَسٍ جريء وعميق فاق في جرأته الطروحات النسوية المتعارف عليها في عصرها.
برزت السمّان في الرواية والشعر والمقالة الصحفية، وتناولت في أعمالها قضايا المرأة، الاغتراب، الحرية، والحرب، بأسلوب يجمع بين الشعرية والواقعية، ومن أشهر رواياتها:
-
“كوابيس بيروت”
-
“بيروت 75”
وقد صدرتا في خضم الحرب الأهلية اللبنانية، فجاءتا مرآةً صادقةً لتفكك الواقع، وأداة تعبيرٍ عن الصراع الداخلي للإنسان العربي وسط العنف السياسي والاجتماعي.
تنحدر غادة السمّان من أسرة دمشقية عريقة؛ فوالدها الدكتور أحمد السمّان كان رئيسًا لجامعة دمشق في مطلع الستينيات، ووالدتها الكاتبة سلمى رويحة التي رحلت مبكرًا، فغدت غادة يتيمة الأم وهي في سنواتها الأولى. وقد شكّلت هذه الخسارة نقطة تحوّل في حياتها، عزّزت من ارتباطها بوالدها الذي اضطلع بدور محوري في نشأتها الفكرية والأدبية.
تصف السمّان علاقتها بوالدها بكلمات تعبّر عن الامتنان والتأثر العميق:
لقد أسهمت مجالسة الكتّاب والمفكرين منذ طفولتها في تشكيل رؤيتها النقدية المبكرة للعالم، ما أهلها لاحقًا لتكون صوتًا فريدًا في الأدب العربي الحديث، ومثالًا حيًّا على قدرة الأدب على مقاومة القمع والتقليد، وانتزاع المساحة للحرية الشخصية والفكرية.