قبل عيد السيدة… زمن صلاة وصمت وانتظار

You are currently viewing قبل عيد السيدة… زمن صلاة وصمت وانتظار

قبل أن يشرق عيد رقاد السيدة العذراء في الخامس عشر من آب، تدخل الكنيسة، ومعها الأديرة والرهبان، في زمن روحي مميّز هو صوم السيدة، الممتد من الأول حتى يوم العيد. هو أكثر من مجرد امتناع عن الطعام؛ إنه دخول في جوهر الحياة النسكية، حيث تتّحد النفس بالله بالصلاة، وتناجي العذراء بقلب منسحق.

في هذا الزمن، تكتسي الأديرة بثوب من السكون والصلاة، وتُرتّل الباراكليس كل مساء، فيما ترتفع الصلوات من قلوب الرهبان والمتوحدين إلى أمّ النور، شفيعة البشر وأمّ الرجاء. إنّه زمن تطهير داخلي وتجديد روحي، يقوده الصمت أكثر من الكلام، والدموع أكثر من الألحان.

وقبل العيد، يُدعى المؤمنون إلى التوقف عن صخب الحياة، والالتحاق بالكنيسة في هذه المسيرة الصاعدة نحو الفرح الممزوج بالحنين: فرح العذراء التي انتقلت إلى السماء، وحنين الأرض إلى تلك التي غادرتها بالجسد، ولكنها لم تفارقها بالشفاعة والمحبّة.

إنه زمن انتظار العيد بالقلب لا بالتقويم، زمن نردّد فيه مع الكنيسة: “يا والدة الإله، لا تغضي الطرف عن تضرّعاتنا، بل أنقذينا من الشدائد، يا طاهرة وحدك مباركة

زينا خليل-

اترك تعليقاً