بقلم هاني كفوري
دخلنا الأَسر من بوابة الانعتاق
من منزل كانت الحرية ملهاة
عالم جديد يختمر فيه الرفاق
وينضج خبزاً به الأرواح تقتات
سلبت دموعنا لحظات الفراق
وجعلنا مقاعد الدراسة مأساة
ساقونا إلى المدرسة كما يساق
الحمَلُ عند انسلاخه عن الشاة
لم نكن ندرك عند كل انزلاق
لمسة الأمهات والدعاء والصلاة
دخلنا رحاب المدرسة للانطلاق
دون سلاح أو حصانة مرتجاة
دون أب دون أم دون اشتياق
لملمنا من ذواتنا بعض المؤاساة
وجمرات من الخشية والأشواق
وجبلنا من رماد الجمر صداقات
غذاؤنا علوم ومكسبنا الأخلاق
وإجادة الَوقوف بمشارف الحياة
ومرت الأيام وحان وقت اعتناق
خفقان القلب بمعبد أول فتاة
آلام الوجد كتبناها على أوراق
مخضبة بحمرة الخجل والخيبات
أحلامنا لم تكن تحدّها الآفاق
طموحاتنا من ضباب الأمنيات
نما بيننا وبين المقاعد التصاق
كرسي اعتراف بأجمل الحكايات
شكونا لصمتها لواعج الاحتراق
طبعنا على وجناتها الذكريات
عقدنا مع الأمانة عندها اتفاق
ألا تفضح ما عندنا من شيطنات
وكانت لحظات وداعها اختناق
كم من الدمع كلّفتنا اللحظات!
وخطفتنا الحياة بعتمة الأسواق
قسا الشعور وفاضت الصفحات
وصار بيننا وبين البراءة انشقاق
انتفاخ النجاح وندوب العثرات
وعدنا نستقي يوم أقعدنا الإرهاق
من ينابيع الحنين بضع قطرات
عانقتنا والدمع بلّل خدّ العناق
أسفاً على فقدان براءة متوفاة!
Share via:
0
Shares