كبرنا يا أمي

You are currently viewing كبرنا يا أمي
وتغيرنا.. وتراجعنا عن بعض أحلامنا وأعدنا ترتيب أولوياتنا وأفكارنا ليس يأساً أو زُهدًا بالحياة بل اكتشافاً لذاواتنا ونُضجاً لفكرنا.. وتكويناً جديداً لنظرتنا لكل ماهو حولنا
كبرنا يا أُمي
تعلمنا أنّ ما يدركه العقل ربما لا يحبه القلب لأنّ الحقيقة دائمًا مذاقها مُر.. وأصبحنا نخلق عالمًا صغيرًا داخل غرفنا ليحمينا من أذى العالم الكبير حولنا… كبرنا ولم نعد نبكي ونثور عندما نشعر بالوحدة بل أصبحنا نألفها… كبرنا وأصبحنا نخوض معاركًا نفسية كل دقيقة رغم الهدوء الذي يبدو علينا من الخارج
كبرنا ولم تعد الملامح البريئة تخدعنا ولا الكلمات المجردة من الأفعال تحتوينا… كبرنا وواجهنا حقيقة أنّ اللامبالاة التي تعترينا هي وجه آخر للكراهية ولكنها أنضج
كلما كبرنا ياأُمي
فهمنا أنّ الأشياء عندما تغادرنا لا تعود … وإن حدث وعادت لاتعود كما كانت أو لن نكون نحن في نفس المكان الذي غادرتنا ونحن فيه ربما تحررنا منها وربما كان العوض أجمل بكثير منها.
كلما كبرنا
أدركنا أن الثقة كنز لايجب أن تعطى إلا لمن نثق بأنّه سيحفظها لنا ويجعلها بعيدا عن متناول الخيبات في مكان لايصله أحد.
كلما كبرنا يا أمي
قلت أحلامنا … وفهمنا أنّ الأحلام لابد أن تكون بمقاسات تتناسب مع واقعنا لكي نستطيع أن نحققها.
كلما كبرنا يا أمي
أدركنا ثمن ثقتنا وأخطائنا …. وتعلمنا منها أكثر وفهمنا أنّنا حين نخطئ لن يحملها عنّا أحد وأنّنا وحدنا من يدفع ثمنها.

اترك تعليقاً