الأب جوزف أبي عون –
يمكن مْنتساءل مرّات كيف بللش الصوم وشو تاريخيّتو بالكنيسة.
أوّل شي، الكنيسة هيي استمراريّة الربّ يسوع بالعالم، هيي جسد يسوع المسيح السريّ المنظور أمام كلّ الناس: بكلّ شي بتقوم في الكنيسة، يسوع حاضر وبيظهر من خلالو، بعمل زغير أو كبير.
وهيك بالتالي حاضر يسوع بصوم الكنيسة وعلى مثالو بتصوم.
هللق كيف بللش تاريخيّاً.
بالواقع، الكنيسة ما بللشت بصوم الأربعين أو الخمسين يوم مباشرة بعد صعود الرب عالسما. هدا العمل الروحي رح يجي لاحقاً نتيجة خبرات بيسمح الروح نعيشا.
السنة الأولى بعد صعود الرب عالسما، ولمّا إجا وقت عيد الفصح، وكانو يعيّدو بعدن مع اليهود، ولأنّ يسوع قال جوابا على الفريسيّين: إنّو تلاميذو مش عم يصومو طالما العريس معن، بكرا بس يرتفع عنن بيصومو. فاعتبر الرسل حينا والمسيحيّون الأُول إنّو هللق إجا وقت الصوم: بوقت إرتفاعو عنن. فبللشو يصومو من خميس الأسرار أو الغسل عشيّة لَسبت النور نصف الليل، معتبرين إنّو بهالتلات إيّام يسوع ارتفع عنن بالموت بدفنو بالقبر ثم القيامة. وكانو ينقطعو كلّياً عن الأكل والشرب حزناً على موت يسوع واتّحاداً في.
من هيك صار إسمو مع الوقت عنّا “الْطَوْيِة”، أي طاوي عن الأكل والشرب مدّة هالتلات إيّام من أسبوع الألام.
وبِقي هيك الصوم لفترة من الزمن. بعد وقت، شافت الكنيسة إنّو الصوم هيك ناقص، لأنّ يسوع دخل بالواقع بآلامو من أوّل الأسبوع، من تاني يوم أحد الشعانين. فمدّت الصوم من ٣ إيّام لأسبوع: من التنين لسبت النور. لأنّ ما كان سهل عالمؤمنين ينقطعو كلّيّاً عن الأكل والشرب طيلة الأسبوع، متل ال ٣ إيّام، فسمحت بالصوم من نصّ الليل لَتاني يوم الضهر، بشرط عدم أكل اللحمة والبياض ومشتّقاتن والابتعاد عن مظاهر الاحتفال والاكتفاء بأكل البقول والحشايش والفواكه المجفّفة لإظهار هيدا الحبّ تجاه يسوع يللي عم يتألّم كرمالنا بهالأسبوع.
ليش عدم أكل اللحمة والبياض: اعتبرت الكنيسة الأولى إنّو يسوع قدّملنا “لحمو-جسدو” بألامو وموتو عالصليب، فَنحنا مِنبادلو بهالعمل البسيط عدم أكل اللحمة والبياض المشتّق من حليب لحم هالحيوانات، تَ نعبّرلو عن حبّنا وشكرانا ونقلّو: شكرا لأنّك أعطيتنا لحمك ودمّك طعام وشراب للحياة الأبديّة، فنِحنا تضامنا معك واتّحاداً فيك وحبّا وشكراناً إلك، ما رح ناكل لحمة وبياض. كلّ القصّة قصّة حبّ ألله بيسوع لئلنا وحبّنا لئلو، ولمّا بيروح هيدا الحبّ بتصير تيجي كلّ التساؤلات حول الصوم، وليش بدّي صوم، ووين يسوع قال تَ نصوم إلى آخره، نِحنا منتفتخر بانتماءنا لَتاريخ كنيستنا.
ومع أخد الكنيسة حريّتا بالجيل الرابع على عهد قسطنطين الملك وإمّو العظيمة القدّيسة هيلانة، تهافتْ الوثنيّون بِكِترة للدخول للمسيحيّة. تَ يكون عندن إستعداد جيّد ويتعمّدو بليلة عيد الكبير، اقترحت علين يصومو ٤٠ يوم عَ مثال المسيح يللي صام ٤٠ يوم قبل شروعو برسالتو. وكان إسمن “الموعوظين” أي يللي عم يتلّقو الوعظ إستعداداً لنيلن سرّ المعموديّة.
وشوي وشوي، صارت تشوف الكنيسة إنّو في إفادة روحيّة كبيرة من صوم الأربعين، يللي كانت بعدا لوقتا عم يصومو أسبوع الالام فقط. فعمّمت هالشي عَ كلّ المسيحيّين وصار فريضة من وصايا الكنيسة السبعة: الغاية مِنا إستعدا روحيّ عميق وإنسانيّ لعيش عيد القيامة. وصارو المسيحيّين يللي كانو يعيشوو بالأسبوع، صارو يقومو في طيلة الصوم الأربعيني أو الخمسيني بالانقطاع عن اللحمة والبياض…
يعني كان الصوم أسبوع، أضافو عليْ 40 يوم صار 50.
لمّا بتحبّ، بِتروح الأسئلة والتساؤلات، وبتصير كلّك للمحبوب: مع يسوع الحبيب والمحبوب يللي حبّنا ومِنحبو، كلّنا إلو ومعو بالصوم.
عفواً طوّلتْ عليكن، لكن كان لازم أظنّ نوضّح هالأمر.
صوم مبارك بالحبّ اليوميّ وبقلب الكنيسة إمّي ومِنا لكلّ العالم وبكرا شي جديد إذا ألله راد.
Share via:
1
Share
