ليزلي جاونر-
دائما ما يبدأ حديثي عن الحب وينتهي بشيء واحد ألا وهو غموض الحب.
فالحقيقة التي استطعت اكتشافها عن الحب بل وتأكدت منها هي طبيعته الغامضة، فنحن نلاحظ من حولنا أحوال الحب المختلفة ونحاول استيعاب القوانين والقواعد التي تحكمها وتحددها، ولكن في النهاية نجد أن كل هذا خارج حدود سيطرتنا أو تحكمنا تماماً.
فشعوري بالحب تجاه شخص معين شعور غامض لا يمكن تفسيره أو معرفة سببه، وكذلك فإن الدافع وراء رد فعل ذلك الشخص سواء بادلني الشعور نفسه أو قابله باللامبالاة غامض.
ومن خلال إطلاعي على كثير من كتب علم النفس والفلسفة وعلم الأحياء والتاريخ الاجتماعي تمكنت من معرفة أفعال كثيرة يمكن القيام بها لتقوية الحب وتنميته لكن لا يمكن ضمان نجاحها.
على سبيل المثال يمكن أن أفرح بشدة لاستمرار حبي نحو شخص معين مع إنه ليس لدي أي تفسير أو سبب واضح لماذا تسوء الأحوال بيني وبينه بشكل غير متوقع في بعض الأوقات، وحينها أتمنى لو كان يمكنني إبعاد هذا الشخص عن دائرة تفكيري ولكن دون جدوى من جهودي وهذا ما يزيد سخطي وغضبي منه.
بالإضافة إلى ذلك، أحياناً لا أدرك السبب الذي يكمن وراء انجذابي لأفراد ولمواقف تحاكي مواقف قد واجهتها في طفولتي أو تذكرني بوالدي.
لكن مازالت تتملكني الحيرة من أمري عندما ألتزم الحرص وأنتبه لئلا يكون ذلك هو سبب انجذابي لشخص أو لموقف معين ولكن هذا دون جدوى حيث أقع في الشرك نفسه لسبب آخر لم أنتبه له من قبل.
علاوة على ذلك، أؤكد مراراً وتكراراً أن الحب ليس كل ما تحتاجه في هذا العالم، فلابد أن تتحلى بالصبر والخبرة واتساع الأفق والإدراك وبُعد النظر والمهارة وسرعة البديهة وحتى الحسم والمكر والدهاء في بعض الأحيان، كما تحتاج إلى من يواسيك ويساندك عندما يهتز الحب ويتذبذب في أي مرحلة من مراحله سواء في بدايته أو فيما بعد ويسير في طريق مجهولة نهايته.
