ليس من شيء أعجب من صليب المسيح

You are currently viewing ليس من شيء أعجب من صليب المسيح
كل أعمال المسيح ومعجزاته عظيمة جدًا وإلهية وعجيبة. بيد أن أعجبها كلها صليبهُ الكريم. فلولاه لما بطل الموت أبدًا ولا انحلت خطيئة أبينا الأول ولا سًلب الجحيم ولا مُنحت القيامة ولا أعطيت لنا قوة لاحتقار الأشياء الحاضرة والموت نفسه ولا تمهد السبيل للعودة إلى السعادة القديمة ولا فُتحت أبواب الفردوس وجلست طبيعتنا إلى ميامن الله، ولا صرنا أبناء الله وورثته ، لولا كان بصليب ربنا يسوع المسيح. لأن كل شيء قد اصطلح بالصليب. لذلك يقول القديس بولس الرسول: إن كل من اصطبغ منا في يسوع المسيح في موته. ونحن جملة من اعتمدنا في المسيح قد لبسنا المسيح. والمسيح قوة الله وحكمة الله. موت المسيح – أي صليبه – قد ألبسنا حكمة الله وقوته الأقنومية … وعلى نحو ما أن أطراف الصليب الأربعة ترتبط وتستد في نقطتها الوسطى- كذلك ، بقوة الله ، يجتمع العلو والعمق والطول والعرض أي الخليقة كلها، ما يرى وما لا يُرى.
من كتاب المئة مقالة في الإيمان الأرثوذكسي (للقدّيس يوحنا الدمشقي).

اترك تعليقاً