تقع محبسة مار بطرس وبولس على قمة جبل عنّايا، وتُعدّ مزارًا روحيًا يؤمّه المؤمنون من مختلف أنحاء العالم طلبًا للسكينة والبركة. تأسست المحبسة عام 1798 على يد يوسف بو رميا وداود عيسى خليفة من بلدة إهمج، وأُنجز بناؤها عام 1811. كانت تُعرف بدايةً بدير “تجلّي الرب”، ثم تحوّل اسمها إلى دير مار بطرس وبولس سنة 1812 بمرسوم من البطريرك يوحنا الحلو. أصبحت محبسة رسميًا في عام 1828، وتُعدّ من أقدم المحابس المارونية. سكنها نسّاك أبرار، أبرزهم الأب أليشاع الحرديني، والأب يوحنا العاقوري، وغيرهم من المتصوّفين. في 15 شباط 1875، دخلها القديس شربل بعد أعجوبة السراج التي مهّدت لحياته النُسكية فيها، حيث عاش ثلاثًا وعشرين سنة حتى وفاته في 24 كانون الأول 1898. ومنذ منتصف القرن العشرين، تحوّلت المحبسة إلى محجّة عالمية تشهد على قداسة شربل وعجائبه المتواصلة.