مخبـأ البطاركة
دير سيدة قنوبين هو أحد أقدم وأهم الأديار في وادي قنوبين، وكان الكرسيّ البطريركيّ للكنيسة المارونيَّة في الفترة الممتدة ما بين سنة 1440 إلى سنة 1823
وهرباً من الاضطهاد، لجأ البطاركة إلى مخبأ في احدى تجويفات دير مار اليشاع وبقوا فيه لفترة طويلة مع بعض الرهبان
إلا أن هذا المخبأ بقي سرّاً لقرون من الزمن وصولاً لسنة 2013، عندما حقق متطوّعو رابطة قنوبين للرسالة والتراث اكتشافاً ثقافياً غير مسبوق مصحوباً بأبعاد مهمة، اذ تمكنوا من تحديد مخبأ بطاركة قنوبين (1440 – 1823) داخل مغارة “شخص العذراء”، في وادي قنوبين
وجوانب المغارة-المخبأ، مفتوحة على سراديب ودهاليز تشبه الأنفاق المتصلة ببعضها البعض، مع مساحات رملية وطبقة كثيفة من الأملاح المعدنية البيضاء التي تغطي الحجارة والصخور المترسبة بطريقة لافتة وغير مألوفة في سائر مغاور الوادي، بالاضافة الى نبع مياه وتجويفات تشبه الغرف
وأبرز الدلائل تشير الى أن المخبأ كان في مغارة “شخص او تمثال العذراء”، ومن أبرزها
من الطبيعي ان يختبىء البطريرك في موقع يحمل تسميته شخص العذراء، لأنها شفيعة البطاركة عبر التاريخ
عدد لا بأس به من بطاركة قنوبين يعرفون جيداً هذه الناحية الجغرافية كونهم كانوا من حبساء دير قزحيا أمثال البطاركة الحدثيين وبطاركة آل الرزي، ويوحنا مخلوف، وجرجس عميرة والسبعلي والدويهي وسواهم
معظم الرحالة الأجانب الذين زاروا الوادي المقدس والتقوا البطريرك كانوا يقصدون جهة قزحيا حوقا قنوبين
وجود عظام وهياكل بشرية وجماجم يدل على وجود مدفن، والمرجح في التقليد الديني ان تقام المدافن بتكريس من السلطة الروحية الكاهن او الاسقف او البطريرك. وهي تستدعي دراسات وفحوص
وجود نبع وخزان المياه دليل شبه قاطع على ان هذه المغارة هي مخبأ البطريرك، لأن البطريرك لا يمكن ان يختبىء في مغارة لا مياه فيها
Share via: