اسماعيل حيدر-
الان خسرنا ابي وامي باتت الذكريات أشلاء انهارت الصور التي كانت تحكي عن التلاقي هنا قصص الاولاد الذين كانوا يجتمعون زرافات ووحدانا..
لقد سلبو منا المأوى حطموا قوانا ..البيت الذي جمعنا تحت سقف ينضح بالحياة..
ابي يجلس سعيدا خلف الزمن خطف الضوء من عيونه وجعله اسير الظلمة بقي حاضرا ومستأنسا لم ينس من عباراته القصائد والحكايا يسترجع ماضيه ونضاله على مدى دهر وايام..
وامي تجول بناظريها مبتسمة تعتريها الدهشة أبنائها واحفادها والسعادة على شفتيها..
كأن شيئا انتزع منا السرير الذي حملها وكل الأحلام والمرايا..
تحدثنا امي عن صباها وعن حلقات الدبكة وجمعات الصبايا عند دردارة الخيام وكيف كانت تلهم الاخرين باغانيها وصوتها فتثير حفيظة الرجل التسعيني وتجعله يسترجع روح الشباب والنبض الحي والنور التائه من عينيه..
الان أصبحنا أيتاما الاب والام والبيت الذي كان يحي فينا الروح أصبح سرابا وهباء..
اليوم فقدنا الظل مثلنا مثل العشرات من يأوي صغيرتنا المدللة التي كانت تعلن الاستنفار الأخوي وهي تحتوينا وتستعد لرفع مستوى الضيافة..
يذهب العمر تباعا متسللا خلف ابواب موصدة ويصبح الأمر محزنا..بيوت دمرت وزمن بات يتلاعب بنا وكأننا على حافة اليأس..
نحن عراة يكفي ان طفولتنا بخير وألاحباب يسترجعون الماضي فلا يهم ما سقط من متاع..
هنا بيتنا كان السعادة واللقاء ثم بات ركاما..