في قلب الشرق، حيث تتشابك الأزقّة وتتنفّس الحجارة عبق التاريخ، تقف دمشق، مدينة لا تشيخ، وواحدة من أقدم الحواضر المأهولة في العالم، كما تصنّفها اليونسكو.
منذ آلاف السنين، وهي عامرة بالأسواق والمساجد والكنائس، محروسة بنهر بردى، شاهدة على تعاقب حضارات لا تُعدّ ولا تُحصى: آراميون، روم، بيزنطيون، أمويون، عثمانيون… وكل حضارة مرّت بها، تركت فيها نقشًا، وزرعت فيها ذاكرة.
عام 1900، كانت شوارع دمشق تنبض بالحياة، تفيض بالحِرف والروائح والضجيج الجميل، ووجوه أهلها تحكي تاريخًا لا يموت. رجال بعمائم وعباءات، نساء بثياب تقليدية منسوجة بالستر والوقار، أطفال يركضون في حارات الحجر والحكايا. لكل وجهٍ قصة، ولكل نظرة حنين، ولكل تجعيدة زمن.
في ذلك العام، لم تكن دمشق مجرّد مدينة… بل كانت قلبًا نابضًا للأصالة، ومسرحًا مفتوحًا لذاكرة الشرق، حيث يلتقي القديم بالحاضر، والقداسة باليومي، والبساطة بالعظمة.
