لقد صدرت أوامر بالاخلاء الكامل لسكان مدينة غزة ، والأوضاع في القطاع تزداد كارثية ومأساوية وسوءا حيث الدمار منتشر في كل مكان والالام والاحزان والدموع في كل زاوية من زوايا القطاع .
نجدد اليوم مناشدتنا ونداءنا لكل الكنائس المسيحية في العالم الارثوذكسية والكاثوليكية والانجيلية بضرورة التحرك السريع من اجل انقاذ ما يمكن إنقاذه والضغط على الحكومات العالمية من اجل ان تتوقف حرب الإبادة .
انتم تستعدون ليوبيل مجمع نيقية وبموازاة هذا يجب ان يسمع الصوت المسيحي في عالمنا المنادي بتحقيق العدالة وليس فقط المنادي بتحقيق السلام لانه لا يمكن ان يكون هنالك سلام حقيقي عندما تغيب العدالة .
ما هو مطلوب وبشكل عاجل وسريع هو ان تتوقف حرب الإبادة وان يتوقف نزيف غزة الذي هو نزيف كافة الاحرار في عالمنا .
نعلم جيدا ان صوت الكنائس في العالم ليس مسموعا لدى بعض السياسيين والجبابرة في هذا العالم ولكن وبالرغم من ذلك يجب ان يسمع هذا الصوت وبوضوح من اجل انهاء الحرب ووضع حد لهذه الكارثة الإنسانية ولهذه الحرب المروعة الغير مسبوقة في التاريخ البشري الحديث .
ثقافتنا كمسيحيين ليست ثقافة الحروب والموت والانتقام بل ثقافة المناداة برفع الظلم عن المظلومين وتحقيق العدالة والتي بدونها لا يمكن ان يكون هنالك سلام حقيقي.
السلام في ارضنا المقدسة يعني أولا وقف هذه الحرب ووقف ما يحدث في الضفة الغربية وفي القدس وانهاء الاحتلال وممارساته الظالمة لكي ينعم الفلسطينيون بحياة افضل .
لا يمكن ان يكون هنالك سلام على حساب الفلسطينيين وانقاض مدنهم وبلداتهم ولا يمكن ان يكون هنالك سلام مع بقاء الحواجز العسكرية التي تمنع التواصل بين المدن والبلدات والمحافظات في هذه الأرض المباركة والمقدسة .
لن يكون هنالك سلام مع بقاء الاحتلال وسياسات التنكيل والاعتقالات واستهداف الفلسطيني في كافة تفاصيل حياته .
صوتنا الذي يصل الى العالم يجب ان يقول ارفعوا الظلم عن شعبنا واوقفوا ممارسات الاحتلال واولا وقبل كل شيء أوقفوا حرب الإبادة المروعة والتي تستهدف الفلسطينيين ، وما نطلبه من رؤساء الكنائس والمرجعيات الروحية العالمية في العالم نطلبه أيضا من المرجعيات الإسلامية وحتى اليهودية التي لا تؤمن بالفكر الصهيوني ، يجب ان تتوحد الإنسانية كلها في المناداة بوقف هذه الحرب والتي تعتبر وصمة عار في جبين هذه الإنسانية.
المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
القدس 12/9/2025