أبولودوروس الدمشقي، ويعرف باليونانية باسم Apollodorus، وتعني «هبة أبولو»، ويقابله في اللغة الآرامية اسم زبندبو، وهو اسم شاع استخدامه في سورية بعد عهد الإسكندر الأكبر. وُلد في دمشق وعاش شطرًا كبيرًا من حياته في روما، ويُرجح أنه توفي بعيدًا عن مسقط رأسه، وهو في أوج عبقريته وكمال شخصيته.
فرض أبولودوروس احترامه على المجتمع الروماني وتقدير مواهبه الفذة. ففي عهد الإمبراطور الروماني ترايانوس (98-117م)، تقلد منصبًا يعادل اليوم منصب وزير الأشغال العامة أو المشروعات الكبرى، ليصبح واحدًا من أبرز المعماريين الذين عرفهم التاريخ القديم. كان مبدعًا جسورًا، قادرًا على التصدي بنجاح لأعقد المعضلات التقنية والفنية، وهو ما يعكس تفرده في المجال المعماري والهندسي.
ويظهر من خلال تمثاله النصفي الموجود حاليًا في متحف ميونيخ أنه كان متين البنية، مهيبًا، متوازن الشخصية، وذو سمات نبيلة واضحة، مع وجود سمات شرقية على وجهه. ورغم وجود العديد من أعماله الباقية، وقصص عن نشاطه الرسمي، فإن التفاصيل الشخصية عن حياته قليلة، ما يجعل سيرته لغزًا حتى للباحثين، كما وصفه ويلر في كتابه عن الفن الروماني: «إن أبولودوروس الدمشقي، الذي يكمن اسمه خلف أعظم المنجزات في عهد الإمبراطور ترايانوس، يظل لغزًا من الألغاز».
