أحد الشعانين

الخوري نسيم قسطون

الأعياد مواسم فرح ومواسم لقاءات ومواسم تواصل ما بين النّاس وهذا جيّد.. ولكن، أن تكون العلاقة مع الربّ موسميّة فهذا ليس بجيّد…

يجسّد نصّ الشعانين يوحنا (12: 12-22) واقعنا الرّوحيّ اليوم!

كثيرون في عالمنا اليوم معجبون بشخصيّة الربّ يسوع وبتعاليمه. هذا الإعجاب المؤقت مبنيٌ على تقارب الأفكار في بعض الأمور فيما يهملون بعضها الآخر أو يتغاضون عنها، وفي هذا يُميتون يسوع في حياتهم وفقًا لأهوائهم وميولهم خاصّةً حين تتناقض تعاليمه مع ما يطمحون إليه أو يميلون إلى تحقيقه فينقلبون من مهلّلين للربّ إلى هاتفين ضدّه كما حصل مع الهاتفين ليسوع في يوم الشعانين والّذين عادوا وطالبوا بصلبه في يوم الجمعة العظيمة مفضّلين برأبّا!

قد نكون أنت وأنا من بين من يهلّلون للربّ داخل الكنيسة ويصلبون المسيح مئة مرّة خارجها من خلال ظلمهم للإنسان وقسوتهم عليه!

في مطلع أسبوع الآلام، يدعونا عيد الشعانين إلى الصدق في علاقتنا مع الربّ فنزيل هذه التقلّبات الإيمانيّة من حياتنا ونُعيد رسم مسارٍ ثابت وواضح فنسلّمه ضعفنا ونقوى بمحبّته على آلام الدنيا ونقوم معه من سباتنا ويأسنا إلى عالم رجاءٍ أساسه قيامة الربّ يسوع!

ليست ذكرى الشعانين مجرّد يومٍ نحتفل به بالأطفال وننسى ربّهم في سائر أيّام السنة، بل هو يومٌ يدعونا إلى الصدق مع الذّات ومع الله كي نعود إلى إتّباع المسيح في كلّ يوم لا في هذا اليوم وحسب!

لذلك، جيّدٌ أن نسير اليوم في قافلة النّاس والأطفال، ولكنّ الأفضل أن نحوّل هذه المسيرة إلى قرارٍ دائم في حياتنا باتّباع المسيح لا على طريقٍ طولها بالأمتار، بل في دروب الحياة الّتي تميّزها المواقف المبنيّة على إيمانٍ راسخ!

جيّدٌ أن نحمل أطفالنا اليوم، ولكن الأفضل أن نتّعظ من حملنا لهم اليوم كي نحملهم دائمًا إلى الربّ يسوع ليكتسبوا غذاءً لأرواحهم من خلال حضوره في حياتهم!

جيّدٌ أن نأتي اليوم أو في هذا الاسبوع إلى الكنيسة، ولكن الأفضل أن تكون لدينا رغبةٌ دائمة برؤية المسيح في كلّ آنٍ و أوان!

بداية أسبوع آلام مبارك!

اترك تعليقاً