الخوري نسيم قسطون
نتأمّل اليوم معاً في إنجيل الكلمة المتجسّد (يوحنا 1: 1-18)، هذا النصّ الغنيّ جدًّا بمعانيه اللاهوتيّة…
في بدء الأكوان خلق الله الكون بالكلمة وفي ملء الزمن إفتدى الخليقة بالكلمة وفي باقي الزّمان أبقى الكلمة زوّادةً لحياة أبديّة!
رغم ذلك، كثيرون منّا يهملون هذه الكلمة ويلتجئون إلى حمى “كلمات” أخرى تاركين سلام الربّ ليلتجئوا إلى سلامٍ مزيّف، مجبولٍ بوعودٍ كاذبة أحياناً!
هذا يفسّر قساوة التوصيف الّذي استخدمه الإنجيلي يوحنا عن الربّ يسوع اليوم: “…والعَالَمُ مَا عَرَفَهُ. إِلى بَيْتِهِ جَاء، وأَهْلُ بَيْتِهِ مَا قبِلُوه”!
فهل ينطبق علينا هذا الكلام؟
إن فحصنا ضميرنا بصدق، سنكتشف كم مرّة كلّمنا الربّ يسوع وأهملنا كلامه وكم مرّةً التقينا به دون أن نعرفه في شخصِ فقيرٍ أو محتاجٍ أو محروم أو مظلوم!
لذا، فلنسأل ذواتنا بعض الأسئلة العمليّة:
- في البَدْءِ كَانَ الكَلِمَة، والكَلِمَةُ كَانَ مَعَ الله، وكَانَ الكَلِمَةُ الله: هل الله هو في أوّل سلّم مبادئي وحياتي؟ وهل كلّ ما أقوم به يمرّ من خلاله أو يتوجّه إليه؟
- مَا كَانَ هُوَ النُّور، بَلْ جَاءَ يَشْهَدُ لِلنُّور: هل أعي بأنّي شاهدٌ للنور؟ هل أتواضع وأنسب إلى الربّ البركة والنعمة في حياتي؟ وهل أتحمّل مسؤوليّة أعمالي؟
- والكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وسَكَنَ بَيْنَنَا، ورَأَيْنَا مَجْدَهُ: هل أرى مجد الله في عائلتي وأصدقائي وعملي؟ وهل أجعل الآخرين يرون مجد الله من خلال ما أقوم به؟ هل أعي وجود الله في الأسرار والصلاة والقربان؟
إنطلاقًا من هذا الإنجيل وفي آخر ساعات السنة المنصرمة لا بدّ من القول:
- بكلمة نساعد إنسانًا وبكلمة نؤذيه…
- بكلمة نشفي إنسانًا وبكلمة نجرحه…
- بكلمة نصالح المتخاصمين وبكلمة نجعلهم متخاصمين…
- بكلمة نؤسّس لمشروع خلاص (كنعم مريم) أو حياة (نعم الزوجين) وبكلمة نقود أناسًا إلى الخطأ أو إلى الموت (الرّوحيّ بدرجة أساسيّة) …
إنجيل اليوم يدعونا إلى عيش روحانيّةٍ واقعيّة، عمليّة، تترجم ما نؤمن به بأفعالٍ حقيقيّة وليس بمجرّد كلماتٍ عاطفيّة، آنيّة!
فلنفحص ضمائرنا اليوم ولنبدأ سنةً جديدة مع الربّ!
Share via: