أحد تقديس البيعة

الخوري نسيم قسطون

في بداية السنة الطقسيّة، نتأمّل في نصّ تأسيسيّ في تاريخ الكنيسة (متى 16: 13-20)، أولى فيه الربّ يسوع مار بطرس مسؤوليّة قيادة الكنيسة…

لعلّ السؤال الأهمّ الّذي يرد على لسان الربّ يسوع هو سؤالٌ موجّهٌ إلى ضمير كلّ واحدٍ منّا وهو: “من هو الربّ يسوع بالنسبة إليّ؟”.

الأكيد طبعاً هو أنّ الربّ لا يطلب منّا مجرّد تعريفٍ نظريٍّ بل يدعونا للتساؤل عن مستوى العلاقة التي تربطنا به!

فمنّا من يعرفون يسوع في المناسبات ومنّا من يخاطبونه عند الحاجة ولكن منّا أيضاً من لا معنى لحياتهم من دونه وهنا بيت القصيد…

في عالم الكتاب المقدّس، المعرفة تعني علاقة راسخة وعميقة مع الشخص وليس مجرّد سردٍ لمعلومات عنه… أن تعرف يعني أن يكون من تعرفه جزءًا لا يتجزّأ من حياتك ويعني أن يكون دائم الحضور في حياتك وفي قراراتك وفي خياراتك…

نستنتج أنّ العلاقة مع الربّ يسوع تتعمّق وتتجذّر داخل الكنيسة ومع الإنسان الآخر الّذي نجسّد أمامه ثمار هذه العلاقة: محبّةً وصفحاً وغفراناً…

ورد في النصّ تغيير إسم سمعان إِلى بُطرس وهو يَرْتَبِطُ بِتَقْليدِ الكِتابِ المُقَدَّس الّذي يَجْعَلُ مِنَ اسمِ الشَّخصِ دَلِيلاً عَلَى رِسالَتِهِ: صَخرَةُ الكَنيسَةِ وَقائِدُها!

كلّ واحدٍ منّا، كائناً من كان وأينما كان، بمقدوره أن يكون صخرةً في موقعه أو مهمّته أو وظيفته لعائلةٍ أو لعمل أو لمجموعة من النّاس لا تستقيم حياتهم إن لم يكن على قدر المهمّة لأنّه يحمل في قلبه وعقله “مفاتيحًا” عديدة لحياتهم… علينا إذاً أن نعيد تنظيم هذه المفاتيح كي يشعر هؤلاء النّاس بالأمان على مقدار ما نكون “صخرتهم”!

تسليم المَفاتيح لِبُطرس هو دليلٌ على ثِقَة الرّب بِهِ ومِن خلالِهِ بكُلِّ واحِدٍ منّا.

بمختصر، يريد الربّ أن يكون كلّ منّا، كمار بطرس، صخرةً تساهم في تدعيم بناء الكنيسة بطاقاتها وقدراتها…

إنجيل اليوم يذكّرنا بأهمّيتنا بنظر الله ويحفّزنا لنكون مستحقّين لثقته بنا على الدوام!

اترك تعليقاً