أدوات الله

You are currently viewing أدوات الله
في قراءات اليوم، يتلاقى نصّ العهد القديم مع المزمور 40 في وصف حادثة. يقول المزمور:
رَجَوتُ ٱلمَولى رَجاءَ
فَٱلتَفَتَ إِلَيَّ وَكانَ لِتَضَرُّعي سَميعا
وَٱنتَشَلَني مِن هاوِيَةِ ٱلمَمات
وَمِن وَحلِ ٱلمُستَنقَعات
أَرسى عَلى ٱلصَّخرَةِ قَدَمي
وَسَدَّدَ خَطَواتي
والقراءة الأولى من سفر إرميا (38: 4-10) تروي لنا كيف أنّ الأشرار استاؤوا من كلام إرميا، فطالبوا الملك بعقابه، لأنّ كلامه يوهن الهمم، وينال من كرامة الدولة، وهي كرامة مبنيّة على الفساد بجميع أنواعه. وحين أسلمه الملك صدقيّا إلى أيديهم، أنزلوه في بئرٍ عميقة لا ماء فيها بل وحل. الصورة قاسية. فالغوص في الوحل يعني الاختناق من روائح العفن والرطوبة، وهو ما لا يحدث حين يكون في البئر ماء.
وتتابع الرواية وتقول إنّ واحدًا من أعيان الملك، واسمه عبد ملك، جاء وتوسّط لدى الملك صدقيّا، وأنقذ إرميا من الهلاك. فإنقاذ إرميا تمّ على يد بشر، عبدملك، خادم صدقيّا أي الله صادق. في جميع هذه الأسماء رموز.
بالمقارنة مع المزمور، يقول المزمور إنّ الربّ هو الذي ينقذ من الوحل. وهنا تكمن العبرة. ففي حين ينتظر الناس تدخّلًا ربّانيًّا مباشرًا، يرسل الله بشرًا لينجزوا المهمّة. ما معنى هذا؟
هذا يعني أنّ المؤمن الصالح مدعوّ لأن يكون يد الربّ وأداته لإنقاذ الآخرين، لا لأن يجلس نادبًا وينتظر الخلاص من الله أو من الآخرين. الإيمان مسؤوليّة قبل أن يكون امتيازًا. والربّ ينتظرني لأن أقول له: هاأنذا، ليرسلني، فأكون أداة خلاص لغيري، لا أن أجلس مستهلكًا نعم الله وخيراته.
الأب سامي حلّاق اليسوعيّ

اترك تعليقاً