نظمت جامعة القديس يوسف في بيروت (USJ) أول عشاء كبير لها في إطار احتفالها بالذكرى السنوية الـ 150 لتأسيسها، تحت شعار “أمسية أمل”، جسّد هذا التجمع تضامن مجتمع الجامعة وثقته الكبيرة تجاه الطلاب الذين يواجهون ضائقة مالية. وعلى هضبة باكيش، المُضاءة خصيصاً لهذه المناسبة، اجتمع أكثر من 630 ضيفاً – من أصدقاء وخريجين وشركاء – حول قناعة مشتركة: الاستثمار في تعليم الشباب، وهو وعد حقيقي لمستقبل لبنان.
جمعت الأمسية العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والأكاديمية، من بينها اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون، بالإضافة إلى نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري ووزراء: العدل عادل نصار، الخارجية والمغتربين يوسف رجي، الطاقة والمياه ورئيس المجلس الأعلى لجامعة القديس يوسف جو صدّي، الإعلام بول مرقص، السياحة لورا خازن لحود، الثقافة غسان سلامة، البيئة تمارا الزين وزوجها المدير الإقليمي للشرق الأوسط في الوكالة الجامعية للفرنكوفونية (AUF) جان نويل باليو.
كما حضر ديبلوماسيون، رئيس اتحاد جمعيات خريجي جامعة القديس يوسف الوزير السابق عباس الحلبي ، ونواب رئيس الجامعة، والعمداء، وأعضاء المجلس الأعلى، ومؤسسة جامعة القديس يوسف، وأعضاء مجلس إدارة مؤسسة جامعة القديس يوسف في الولايات المتحدة وخارجها.
كان نجاح هذا اللقاء بفضل مشاركة مجلس إدارة مؤسسة جامعة القديس يوسف، الذي جمع جمهورًا متنوعًا يجمعه التزامه بمؤسسةٍ أنارت لبنان، على مدى 150 عامًا، بتأثيرها الفكري والثقافي. برعاية من شركة كاراكتير للفعاليات، انطلقت الأمسية على إيقاع قانون غنوة نعمم، قبل أن تنتقل إلى عروضٍ لثلاثة من خريجي الجامعة: الممثل وعريف الحفل جون أشقر، والمغنية منال ملاط، ومنسق الأغاني رودج. جمع المزاد، الذي استضافته ماريانا وهبي، تبرعاتٍ مخصصة بالكامل للمنح الدراسية.
افتتحت مديرة مؤسسة جامعة القديس يوسف، السيدة سينثيا ماريا غبريل أندريا، الأمسية بشكرٍ حار للضيوف والشركاء والرعاة والفرق التي ساهمت في نجاح الحدث، وأشادت بشكل خاص بـ”عرّابات الأمسية”، اللواتي أضفين ذوقًا وأناقةً على الحفل. عند تقديمها الكتيبات الموزعة على الضيوف، استذكرت كرم المتبرعين الذين قدموا جوائز البيع وتذاكر المفاجأة، وأكدت على الهدف الرئيسي: دعم 64% من طلاب جامعة القديس يوسف الذين يحتاجون إلى مساعدة مالية.
وقالت: “بفضلكم، نستطيع أن نمنحهم الأمل وفرصة بناء مستقبلهم”، مؤكدةً أن “جميع فعاليات الترفيه قدمها خريجو جامعة القديس يوسف، مما يدل على قوة مجتمع الجامعة”.
وفي كلمته، رحب رئيس الجامعة، البروفيسور سليم دكاش، باللبنانية الأولى والوزراء والدبلوماسيين والخريجين. وأكد أن “هذا العشاء لم يكن مجرد مناسبة احتفالية، بل كان بمثابة “أمسية أمل” حقيقية، تهدف إلى تعزيز الالتزام بالتعليم”. وأكد أن “جامعة القديس يوسف تخصص ثلث ميزانيتها سنويًا للمنح الدراسية، حتى لا يُستبعد أحد لأسباب مالية، مذكرًا بدور مستشفى أوتيل ديو دو فرانس في استقبال المرضى غير المشمولين بالتأمين الصحي”.
مستحضرًا الدور التاريخي لجامعة القديس يوسف، أكد على “رسالتها العامة ودعوتها إلى تدريب المواطنين الملتزمين”، و شكر رئيس الجامعة أعضاء اللجنة التحضيرية، بمن فيهم السيدة ظاظا جبر، والسيدة رولا غسطين، والسيدة سينثيا ماريا غبريل أندريا، بالإضافة إلى السيد غاري والسيدة لارا شيكاردجيان، اللذين استضافا العشاء، وأعرب عن امتنانه لمجلس أمناء مؤسسة جامعة القديس يوسف، برئاسة السيد سمير عساف، ولمجلس إدارة مؤسسة جامعة القديس يوسف في الولايات المتحدة. كما كرّم السيد راي فرانسوا دبانه، ضيف الشرف في الأمسية، على دعمه وشهادته المؤثرة. وفي كلمته، أعلن أن حرم شارع هوفلين سيحمل من الآن فصاعدًا اسم فرانسوا دبانه، تكريمًا لالتزامه بجامعة القديس يوسف.
بدوره، استذكر السيد سمير عساف إرث الجامعة: 150 عامًا من التعليم والابتكار والرعاية، واكد على الدور الأساسي للمنح الدراسية، مذكرًا بأنه تلقى بنفسه مساعدة مالية لدراسته، مما يعزز التزامه برسالة جامعة القديس يوسف. وعرض إنشاء هيئتين إداريتين – مجلس أمناء الجامعة ومجلس إدارة مؤسسة جامعة القديس يوسف – لضمان إدارة شفافة وفعالة للأموال. وأعلن إطلاق حملة لجمع التبرعات لصندوق الوقف، بهدف ضمان استدامة المنح الدراسية والبحوث والمستشفى، ووجّه نداءً مؤثرًا قائلاً: “تبرعاتكم والتزاماتكم ليست مجرد لفتات مالية، بل هي أعمال إيمان بالمستقبل”.
كما ألقى الرئيس التنفيذي لشركة Invus وضيف الشرف راي فرانسوا دبانة، ، كلمةً اتسمت بالنزاهة والذكرى. استذكر الإرث الفكري لوالده، الأستاذ السابق في جامعة القديس يوسف، مؤكدًا على “أهمية الثقة كأساس للمجتمع، وضرورة إعادة اكتشاف القيم التي دافعت عنها الجامعة على مدى 150 عامًا: النزاهة والكفاءة وخدمة الصالح العام.” وأكد أن “الجامعة تواصل تنشئة قادة يعيدون سيادة القانون ويعيدون لبنان إلى مكانته كمجتمع ثقة.
وختم كلمته مستحضرًا ذكرى والده، قائلًا بتأثر: “فلنمنح هؤلاء الشباب فرصة القيادة ونجعلهم فخورين – هنا، في لبنان، وحول العالم”.
ووفق بيان للجامعة، بفضل كرم المشاركين، جمعت الأمسية تبرعات كبيرة لدعم الطلاب. سيبقى هذا العشاء الكبير الأول لجامعة القديس يوسف علامة فارقة في عامها اليوبيلي: احتفالًا بالتضامن والثقة، ودليلًا على أن الجامعة ليست مكانًا للتعليم فحسب، بل مجتمعًا حيًا شكّل، على مر الأجيال، العقول وبنى مستقبل البلاد بقوة قيمه ومعارفه”.