أنقذوا دير القديسة كاثرين في سيناء!

You are currently viewing أنقذوا دير القديسة كاثرين في سيناء!
بقلم كاترين بابادوبولو-
دير القديسة كاترين، واسمه الفعلي “دير الله المقدس لجبل سيناء” يقع على سفح جبل سيناء حيث تلقى موسى الوصايا العشر من الله، وهو أقدم الأديرة في العالم، تمّ بناؤه بأمر من الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول في العام 548 ميلادي لإيواء الرهبان الذين كانوا يعيشون في شبه جزيرة سيناء.
يشتمل الدير على هياكل متعددة، أهمها كنيسة تجلي السيد المسيح المخلص، والتي تضم تسع كنائس أصغر، إحدى هذه الكنائس هي الكنيسة المحترقة التي كلم عندها الله النبي موسى.
يحتوي الدير على ذخائر القديسة كاثرين وذخائر عدد من النساك الأوائل، إضافة إلى ثروة إنسانية وثقافية ودينية لا تُقدر بثمن من ضمنها أكثر من أربعين الف مخطوطة تاريخية بما فيها اول نسخة للكتاب المقدس العهد الجديد ومخطوطات سرية وخاصة بالكنيسة، اضافة إلى أيقونات تاريخيّة مقدسة تعود إلى زمن الرسل والمسيحيين الاوائل، ومنها أول أيقونة للسيد المسيح، بحيث يتجاوز عدد الأيقونات في الدير ال2000 أيقونة، ومن بين جميع الأيقونات البيزنطية التي بقيت في العالم، فان أكثر من نصفها موجود في الدير وما تشكله من ارث تاريخي عالمي، علاوة على آثار وتحف ومحفوظات وحليّ نادرة الوجود.
يتبع الدير لطائفة الروم الأورثوذكس وتحت إشراف السفير اليوناني في مصر، كما يسكنه عدد من الرهبان الذين يهتمون بشؤونه.
رغم كونه من الإرث العالمي العائد للعالم المسيحي عامة وللدولة اليونانية خاصة، طالبت محافظة جنوب سيناء بملكيتها للدير فكان أن أصدرت محكمة استئناف الاسماعيلية قراراً خطيراً قضى باعتبار الدير والأراضي التابعة له من الأملاك العامة وتعود ملكيته للدولة المصرية حصراً، كما اعتبر أن تابعي الدير يتواجدون فيه بصفتهم الدينية فقط، ويمارسون شعائرهم الدينية تحت رئاسة مطران الدير المعين بقرار رئيس الجمهورية المصرية، وبالتالي ان وجود الرهبان فيه هو فقط من قبيل الأشغال المؤقت ولدواعٍ دينية يمكن ان تنتفي في أي وقت كان.
ان هذا القرار الصادر بتاريخ 28-5-2025 اي في ذكرى 572 عاماً على سقوط القسطنطينية، يعيدنا بالذاكرة الى واقع كنيسة آيا صوفيا التي تم تحويلها إلى جامع رغم تطمينات السلطات التركية بالمحافظة عليها ورغم كونها معلماً مسيحياً يتيماً تحيط به عشرات آلاف الجوامع ولا حاجة إسلامية به.
وبالتالي خلق قرار القضاء المصري الأساس القانوني لامكانية قيام السلطات المصرية ساعة تشاء باخلاء دير سانت كاترين وتحويله معلماً اسلامياً وذلك بمعزل عن تطمينات الرئاسة المصرية للسلطات اليونانية وتأكيدها على الالتزام بالحفاظ على المكانة الدينية للدير.
ألا يستحق دير سانت كاثرين بتاريخه وعظمته ورمزيته تحرك العالم المسيحي للحفاظ عليه؟ وهل يجب أن يلدغ المؤمن من الجحر عدة مرات كي يتعظ ويتعلم؟

اترك تعليقاً