إلى الرؤساء الثلاثة في لبنان

You are currently viewing إلى الرؤساء الثلاثة في لبنان
كمال ديب-
عندما تحكمون لا تنسوا كل يوم ميثاق 1943 الوطني الثابت الذي لم يأتِ عبثاً عندما وضعه استقلاليو الكيان آنذاك: أنّ لبنان وطن لبنيه ذو وجه عربي ومنفتح على الخير النافع من حضارة الغرب شرط ألا يكون للاستعمار الغربي مَمَرّاً ولا مَقَرّاً.
أولاً – أن لبنان هو بلد مستقل لا يذوب في زوبعة العرب (وهنا نشرح مَن هم العرب في الأربعينات من القرن العشرين: كان أل سعود والهاشميون والملك فاروق يتنازعون على من هو أشطر واحد، فباعوا فلسطين. واليوم وقد أصبحت دول الخليج والسعودية تختصر “الشقيق العربي” (بعد غياب مصر وسورية والعراق وليبيا) يتنافس ملوك وأمراء الخليج والسعودية على نصرة داعش الوهابية التكفيرية في سورية بعدما انفقوا مئات مليارات الدولارات لتدمير سورية (تابع مقابلة أمير قطر حول انفاق 137 مليار دولار من 2011 إلى 2014 لتدمير سورية). وهم يفرحون اليوم لأنّ اسرائيل تبيد الشعب الفلسطيني في غزة وتدمّر مدنها. ولذلك فبقاء لبنان دولة مستقلة عن هؤلاء العرب سيؤكده حرصكم أنتم الحكام الثلاثة على أن يبقى الوطن نظيفاً وحراً، لا خادماً لأحد، لأن ليس من خير في هكذا عرب.
ثانياً – لن يكون لبنان قاعدة عسكرية للغرب، لا لأوروبا الغربية ولا لأميركا خاصة بعدما بلغت أميركا مرحلة التوحّش في تدمير الشعوب في أميركا اللاتينية وأفريقيا وآسيا. فلا دولار واحد سيصل لبنان إلا مغموساً بدماء شعبه. ولا خرطوشة مسدس ستصل إلى جيشه بعدما حرموه من المرتبات الكريمة من دولته، بل هناك اصرار عربي وأميركي على أن يبقى جيش لبنان ضعيفاً لا يقدر أن يدافع عن الوطن ضد أعدائه التكفيريين في سورية شرقاً وضد اسرائيل جنوباً.
نعم: تذكروا أيها الرؤساء أنّ لبنان لن يكون ذليلاً يستعطف “الأشقاء العرب” وينتظر مساعدتهم المالية التي لن تأتي، ولا ممرّاً للاستعمار الغربي.
يقول التاريخ إنّ أعداء لبنان ذهبوا. بل هم سيذهبون اليوم وسيذهب معهم أذيالُهم المحليون. وبعدذلك ومثل كل مرة يبقى لبنان الحي موجوداً كما كان هنا منذ آلاف السنين. فاصبروا على إرادة الشعب وهو الوحيد الذي لن يخذلكم.

اترك تعليقاً