تسعى بلدة إهدن إلى إعادة تعريف مكانتها السياحية من خلال تحويل الموسم الشتوي إلى محطة حيوية تُكمّل حيوية الصيف، مستندةً إلى ما تمتلكه من مقومات طبيعية وتراثية وثقافية، وإلى تعاون وثيق بين البلدية وجمعية الميدان والهيئات الأهلية والمؤسسات السياحية ومحمية حرج إهدن. وتشمل الاستراتيجية المعتمدة إطلاق سلسلة نشاطات شتوية رياضية وبيئية وثقافية، إلى جانب تفعيل الأسواق المحلية وإضفاء طابع احتفالي دائم على ساحة الميدان عبر الإنارة والفعاليات الفنية، مع تشجيع الاستثمار في بيوت الضيافة لتعزيز التجربة السياحية الريفية.
ويبرز «اليوم الوطني للجبل» نموذجاً متقدّماً لهذا التوجّه، إذ شكّل حدثاً بارزاً جمع بين الرياضة والثقافة والبيئة، بتنظيم مشترك بين البلدية والجامعة الأنطونية، ورعاية رسمية كشفت الاهتمام المؤسسي بتطوير السياحة الجبلية المستدامة. وتضمّن البرنامج جلسات علمية حول الموارد الطبيعية والسياحة المستدامة، ومسابقات رياضية وعروضاً فنية، بمشاركة مسؤولين وفاعليات محلية وأكاديمية.
وتؤكّد البلدية أنّ الهدف الرئيس يكمن في إطالة الموسم السياحي وتعزيز السياحة الريفية المستدامة، فيما يبرز دور الجامعة الأنطونية في تثبيت الرياضة كوسيلة للتنمية المحلية وتعزيز الترابط بين الإنسان وبيئته. ولا تقتصر الجهود على النشاطات فحسب، بل تشمل تحسين البنى التحتية الشتوية وتسهيل الوصول إلى المواقع السياحية، بما يكرّس رؤية شاملة تجعل إهدن وجهة نابضة بالحياة على مدار العام، مزدانة في الشتاء بجمال الثلوج وروح الضيافة والأنشطة التي تعكس هوية المكان وتقاليده.
