نسألك يارب في صبيحة هذا اليوم المبارك وامام القبر المقدس القابل للحياة وفي نهار ذكرى ظهور علامة الصليب في سماء القدس
نسألك من اجل اخوينا المطرانين المغيبين بفعل الاختطاف في سوريا سيادة المطران بولس يازجي وسيادة المطران يوحنا إبراهيم كما وسائر المغيبين والمخطوفين والمأسورين والمتألمين والمظلومين.
كن يارب عونا لاهلنا في سوريا وفي هذه الأوقات التي فيها يشعر الكثيرون من السوريين بالاضطراب والخوف من مستقبل مجهول .
بارك يارب سوريا وهي ارض مقدسة واعطها كل الخيرات والنعم والبركات واولا وقبل وكل شيء السلام والطمأنينة والامن والأمان.
فبعد كل هذه السنين العجاف التي عاشها السوريون فإن أبناء سوريا يستحقون ان يعيشوا حياة افضل في ظل دولة مدنية ديمقراطية يحترم فيها كل انسان وتصان حرية وكرامة كل انسان.
نريدها دولة لا يعامل فيها الانسان بناء على انتماءه الديني بل بناء على انتماءه لوطنه وشعبه فسوريا ليست لفئة دون الأخرى وليست هي مجموعة من الطوائف بل مكونات اصيلة وكل هذه المكونات انما تشكل سوريا الواحدة والموحدة والتي نتمنى لها الخير دائما.
سوريا في القلب ومحبتنا لسوريا لا يمكن وصفها بالكلمات ولذلك فإننا نتمنى دوما الخير لهذا البلد ونتمنى الامن والأمان للسوريين جميعا الذين يستحقون ان يعيشوا في رخاء وطمأنينة وفي ظل دولة يسودها الامن والأمان.
احفظ لنا يارب الكنيسة الانطاكية الشقيقة في سوريا واحفظ لنا كافة المرجعيات الروحية ومن كل الأديان والمذاهب لكي يعمل الجميع معا وسويا من اجل خدمة بلدهم ولكي يكونوا جسور محبة واخوة وتواصل بين كافة السوريين.
لا لخطاب الاقصاء ولا للخطاب العنصري ولا الخطاب الذي يسيء للاخر ويكفره ونعم لخطاب المحبة والاخوة الإنسانية والاحترام المتبادل ، فبالمحبة والاخوة تبنى الأوطان ام العنصرية والكراهية فهي دمار شامل.
سوريا والسوريين جميعا هم موحدين هكذا كانوا وهكذا سيبقون ويجب اقتلاع مظاهر العنصرية والكراهية والتكفير من المجتمع السوري كما يقتلع السرطان من الجسد المصاب بهذا الداء ، لكي لا ينتشر في كل الجسم .
ظاهرة العنصرية والكراهية وجب اقتلاعها وهي تشكل خطرا على سوريا فابقاءها قد يجعلها تنتشر وانتشارها يحدث اضرارا فادحة بسوريا وهويتها ومكانتها.
فيا أيها السوريون وفي المقدمة منهم القيادة السياسية الحالية تحملوا مسؤولياتكم وعالجوا مواضع الخلل لان استمرارها يؤدي الى تفاقمها والى اضرار تمس وحدة السوريين ومحبتهم لبعضهم البعض .
احفظ لنا يارب سوريا من اعداءها المنظورين والغير المنظورين ولعل الأعداء الغير المنظورين هم اشد خطورة من المنظورين .
يارب ارحم
المطران عطا الله حنا
رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
القدس 20/5/2025