اختيار شريكة الحياة

You are currently viewing اختيار شريكة الحياة
“المحبة للزوجة وتمثَّل بالمسيح في معاملة زوجتكَ” للقديس يوحنا فهم الذهبي-
فلو عثرنا على الزوجة المناسبة فلن ننفصل عنها أبداً وستكون محبوبةً جداً لدينا؛ والرسول بولس يقول: “أيُّها الرجال أحبُّوا نساءكم كما أحبَّ المسيح أيضاً الكنيسة وأسلمَ ذاته لأجلها” (أف ٥: ٢٥).
إذن لو احتاج الأمر أن تموت من أجل زوجتكَ لا تتردَّد لأنَّ السيِّد الرب قد أحبَّ عَبدَتَهُ حتَّى أنَّه قدَّم نفسه لأجلها، فبالأَولَى جداً يجب أن تحبَّ مَن هي شريكتكَ في العبودية، لكن ربما جمال العروس وفضيلة نفسها هي التي جذبَت انتباه العريس؛ لا نستطيع أن نقول هذا لأنها كانت قبيحة ودَنِسَة، لأنَّ الرسول بولس يقول: “وأسلمَ نفسه لأجلها لكي يقدِّسها مُظهِرَاً إيَّاها بغسلِ الماء بالكلمة” (أف ٥: ٢٦).
وطالما قدَّسها أظهرَ أنَّها كانت دَنِسَة وملوَّثة من قبل؛ هذا بالطبع لم يكن مصادفة بل كانت نَجِسَة بجملتها، ومع هذا لم يأنَف من قُبحِها ولم يتقزَّز وأعادَ تشكيلها وأصلحها وغفر لها خطاياها؛ وأنتَ أيضاً يجب عليكَ أن تسير في خُطَى سيِّدكَ، فإذا أخطأت الزوجة من نحوكَ فعليكَ أن تغفرَ لها وتسامحها عن هذه الخطايا؛ ولو أنَّكَ تزوَّجتَ وكانت زوجتكَ سيِّئة أصلحها برقَّتِكَ ووداعتكَ كما أحبَّ المسيح الكنيسة.
إنَّه لم يمسح عنها فقط دَنَسَهَا بل أعادَ لها أيضاً شبابها وحرَّرها من الإنسان العتيق الذي شكَّلته الخطيئة لذلك يقول بولس الرسول: “لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دَنَسَ فيها ولا غضن أو شيء من مثل ذلك بل تكون مقدَّسة وبلا عيب” (أف ٥: ٢٧)؛ لأنه لم يجعلها فقط جميلة بل جديدة، لا بحسب الطبيعة الجسدية بل بحسب حرية الاختيار.
المصدر: (كتاب “اختيار شريكة الحياة”)

اترك تعليقاً