استكمال اعمال مؤتمر نحو تربية مؤنسنة في عصر الرقمنة

You are currently viewing استكمال اعمال مؤتمر نحو تربية مؤنسنة في عصر الرقمنة

تابع المؤتمر السنوي الـ31 الذي تنظمه اللجنة الأسقفية والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في لبنان بعنوان “نحو تربية مؤنسنة في عصر الرقمنة: رجاء للحاضر ورؤية للمستقبل” برعاية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، اعماله لليوم الثاني في مدرسة سيدة اللويزة – زوق مصبح.

وفي ختام اليوم الثاني، اصدر المؤتمر بيانا اشار فيه الى انه استكمل فعالياته لليوم الثاني، حيث أدارت جلسة العمل الأولى مديرة مركز الابتكار الرقمي والذكاء الاصطناعي في جامعة القديس يوسف (USJ) الدكتورة وداد وازن جرجي، بعنوان “النمو في عصر الرقمنة: التفكير والاختيار والتواصل.

وفي المداخلة الأولى أشارت ألاستاذة المشاركة في الذكاء الاصطناعي ومديرة مركز AI-DSC Hub – الجامعة الأمريكية في بيروت (AUB) والمستشارة لدى وزارة تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي الدكتورة مارييت عواد، إلى أن “الذكاء الاصطناعي يغير علاقتنا بالمعرفة وخياراتنا وقراراتنا”، وشددت على “ضرورة تدريب الشباب على تحليل الأدوات الرقمية نقديا، بجعلهم يفهمون كيفية عمل الخوارزميات، وتحديد التحيزات وتطوير القدرة على استنطاق النتائج التي يقدمها الذكاء الاصطناعي”. كما قدمت المداخلة “استراتيجيات تربوية عملية كتحفيز الفضول، وتقاطع المصادر، وتعزيز النقاش والتحليل المقارن”، وطرحت بعضا من المسائل الأخلاقية “التي يثيرها الذكاء الاصطناعي كاحترام الحقوق وعدالة الأنظمة والحفاظ على الجهد والفكر المستقل”.

وفي المداخلة الثانية، أشارت ألاستاذة المشاركة في علم اجتماع وسائل الإعلام في جامعة الروح القدس-الكسليك الدكتورة جوانا عازار إلى أنه “في ظل الانتشار الواسع للتكنولوجيا الرقمية، يبرز دور التربية الإعلامية والرقمية في مواجهة التضليل المعلوماتي وفهم الخوارزميات الرقمية والتحقق من مصداقية المحتوى على المنصات الإلكترونية”، واكدت “أهمية تعزيز الرفاهية الرقمية من خلال الاستخدام الواعي والمسؤول لمواقع التواصل الاجتماعي، لما لها من تأثير مباشر على الصحة النفسية والتنظيم الذاتي والسلوك الرقمي”، ودعت “كل المؤسسات التعليمية والهيئات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني إلى دعم ثقافة رقمية إيجابية وتشجيع عادات صحية على الإنترنت، وبناء هوية رقمية أصيلة تحترم الإنسان وتعزز حضوره في الفضاء الرقمي”.

في المداخلة الثالثة، اعتبرت الدكتورة غابرييل هالبرن الآتية من فرنسا، أنه “في عصر فرط الاتصال، يصبح الاستقلال الداخلي ضروريا لمقاومة الضغوط الاجتماعية والثقافية. فاستكشفت هذه المداخلة مفهوم الاستقلال الذاتي كأساس لتموضع حر ومتسق”، معرفة أنه “القدرة على فهم الحاجات، ووضع الحدود واتخاذ اختيارات متوافقة مع عمق الكيان”، وعرضت “أدوات ملموسة لتطويره كالتأمل، والاستبطان، والصلاة، وإعادة قراءة الخبرات… مع تبيان كيف تؤدي هذه الأدوات إلى الأصالة، أي عيش حياة متناغمة، ومتجذرة، ومسؤولة، حيث إنه في هذه الحرية الداخلية، يمكن للشباب أن يصبحوا فاعلين وواعين ومنخرطين”.

وفي خلال فترة الاستراحة وقعت الدكتورة غابرييل هالبرن كتابها بعنوان: Créer des ponts entre les mondes.

وفي جلسة العمل الثانية بعنوان “عيش بيداغوجيا الرجاء: من التجذر إلى الالتزام” أدارتها نانيت زياده، عرض المعلم ومدير خدمة محترفي المعلومات (S.P.I.) في أبرشية باريس الأب لوران ستالا – بورديلون في المداخلة الاولى لأهمية الكلمة والحياة الداخلية: الإنسان يعيش بالكلمة، والأثر التربوي يعتمد على القدرة على التعبير، الفهم الذاتي، والتأمل الروحي لتشكيل شخصية متكاملة، وأشار إلى “أهمية الوحدة في الاعتراف المتبادل، والامتنان كعلامة للتجذر في النعمة ودافع للمشاركة والخدمة. هذه الأبعاد الثلاثة تجعل من التربية المسيحية شهادة حية للرجاء، وتعيد إبراز بعدها النبوي في عالم اليوم”.

وفي المداخلة الثانية، شدد الدكتور في الفلسفة وعميد كلية لويولا في باريس لويس لورم على “دور المجتمع التربوي كحامل ورسول للرجاء في زمن التحديات. انطلق من مبدأ «قابلية التعلم» كأساس لكل فعل تربوي، وربط الرجاء التربوي المسيحي بإيماننا بعمل الله في كل طفل وبأفق «الرجاء الكبير» الذي يتخطى الطموحات اليومية”. وحذر من “مخاطر تحويل الرجاء إلى أوهام غير واقعية أو حصره بالنجاح الأكاديمي فقط”، داعيا المدارس إلى “ترجمة الرجاء عمليا عبر البنية المؤسسية والشهادة الحية والتكوين المستمر بحيث يصبح الرجاء خبرة مشتركة تعاش داخل الجماعة التربوية”.

وفي المداخلة الثالثة، ركز الدكتور في العلوم الدينية الأب داني يونس، أن “المدرسة الكاثوليكية تسعى إلى تكوين متعلمين متجذرين في إيمانهم وثقافتهم وتاريخهم، مع انفتاحهم على المجتمع وانخراطهم فيه”.

وفي المحور الأول تتطرق إلى أشكال التجذر الروحية والثقافية، أما في المحور الثاني فعرض لسبل “الالتزام المتنوعة، من مدنية، واجتماعية، وبيئية، ودينية. وفي الختام دعا إلى تطوير مهارات التمييز، والتعاطف، والإبداع، والتعاون”.

وفي كلمة ختامية في نهاية اليوم الثاني والأخير من المؤتمر، شكر الأب يوسف نصر “المتداخلين وكل من أسهم في نجاح المؤتمر سواء على مستوى الإعداد او المشاركة أو التحضيرات اللوجستية والفنية كما مدرسة سيدة اللويزة وجميع الذين تكبدوا عناء الحضور في اليومين الأول والثاني، متمنيا للجميع سنة دراسية هادئة وجادة ومثمرة على الصعد كافة منهيا كلمته بصلاة ختامية وضع فيها الجماعات التربوية للمدارس الكاثوليكة كافة تحت شفاعة العذراء سيدة اللويزة”.

اترك تعليقاً