أعلن باحثون عن اكتشاف أثري فريد بالقرب من القدس، يُعدّ أول دليل مادي على ممارسات التقشف الشديد بين الراهبات في العصر البيزنطي (القرنين الخامس – السابع للميلاد). فقد عُثر على هيكل عظمي لراهبة مقيدة بحلقات حديدية داخل دير بيزنطي، وهو اكتشاف غير مسبوق يسلّط الضوء على دور النساء في الحياة الرهبانية آنذاك.
وأظهر التحليل أن الراهبة كانت مدفونة في قبر فردي تكريمي تحت منصة الكنيسة، بينما كان جسدها مقيّدًا بنحو 30 حلقة حديدية على العنق واليدين والساقين، إضافة إلى صفائح معدنية على البطن. وقد استعان الباحثون بتحليل بروتينات مينا الأسنان لتحديد جنسها.
ويعزز هذا الاكتشاف الفهم بأن ظاهرة التقشف القاسي – التي تضمنت الصيام المفرط وربط الجسد بالسلاسل – لم تكن مقتصرة على الرجال، بل شملت النساء أيضًا. وتشير المصادر التاريخية إلى أن هذه الممارسات نشأت في سوريا وآسيا الصغرى قبل أن تنتشر في أوروبا والشرق الأوسط.
ويفتح هذا الدليل الجديد الباب أمام دراسات أعمق لفهم أبعاد التقشف النسائي في الحياة الروحية البيزنطية.
كما يسلّط الضوء على التضحيات الجسدية التي قدّمتها النساء في سبيل معتقداتهنّ، وما يحمله ذلك من دلالات تاريخية وإنسانية بالغة الأهمية.
