اكتشاف أثري نادر في نينوى: حجر ضخم يصوّر الملك الآشوري وآلهة ما بين النهرين

You are currently viewing اكتشاف أثري نادر في نينوى: حجر ضخم يصوّر الملك الآشوري وآلهة ما بين النهرين

في اكتشاف أثري مذهل، عثر فريق من علماء الآثار في مدينة نينوى القديمة شمال العراق على حجر نادر وضخم يعود إلى نحو 2700 عام، يُصوّر الملك الآشوري الأخير إلى جانب مجموعة من آلهة بلاد ما بين النهرين. وقد وُجدت هذه البلاطة الحجرية مدفونة تحت غرفة العرش في قصر الملك آشوربانيبال، أحد أعظم ملوك الإمبراطورية الآشورية، والذي حكم بين عامي 669 و631 قبل الميلاد.

ويقول البروفيسور آرون شميت من جامعة هايدلبرغ، الذي قاد فريق التنقيب:
“ليس لدينا أي تفسير واضح لسبب دفن هذه اللوحة، وهذا ما يجعل الأمر غامضًا للغاية.”

تبلغ أبعاد اللوحة حوالي 5.5 أمتار طولًا و3 أمتار عرضًا، ويُقدّر وزنها بنحو 12 طنًا، ما يجعلها واحدة من أضخم الاكتشافات في المنطقة. ورغم أن نوع الصخر لم يُحدّد بعد بشكل نهائي، يرجّح شميت أن يكون من الجبس.

تُظهر النقوش الملك آشوربانيبال واقفًا في مواجهة مدخل العرش، تحيط به مجموعة من الآلهة، منهم الإلهة عشتار، والإله ذو الشكل السمكي، إضافة إلى شخصية الرجل-العقرب. ويُعلّق شميت قائلًا:
“رغم معرفتنا السابقة بتجسيدات الآلهة في الفن الآشوري، فإن جمع هذه الآلهة معًا في مشهد واحد هو أمر نادر للغاية ومثير للدهشة.”

وقد عُثر على النقش في حفرة مليئة بالحطام خلف مدخل العرش، ويُعتقد أن موضعه الأصلي كان مواجهًا للمدخل الرئيسي، مما يدل على أهميته الرمزية في القصر.

تقع مدينة نينوى، العاصمة التاريخية للإمبراطورية الآشورية في القرن السابع قبل الميلاد، بالقرب من مدينة الموصل الحديثة، وتُعدّ من أبرز مراكز الحضارة في شمال بلاد الرافدين. ويُخطّط الفريق الأثري لإجراء دراسات إضافية حول مصادر الحجارة وتقنيات النحت المستخدمة، إلى جانب إمكانية إعادة تركيب الحجر في مكانه الأصلي وعرضه للجمهور مستقبلًا.

ورغم ضخامة الاكتشاف، لا تزال الأسئلة مطروحة حول دوافع دفن الحجر، والعلاقة بين السكان اللاحقين والرموز الآشورية، خصوصًا في حقبة الاستيطان الهيلينستي، التي لم تُكشف تفاصيلها بعد. ويأمل الفريق أن تُسهم الحفريات المستقبلية في تقديم إجابات أوضح حول هذا الغموض التاريخي.

اترك تعليقاً