سارة الحاج-
عثر علماء الآثار في جامعة نبراسكا – لنكولن بالولايات المتحدة على فسيفساء رومانية ضخمة في جنوبي انطاكيا. وتقول مجلة “ساينس ديلي”، في تقرير نشرته أخيرا، إن هذه الفسيفساء، وهي عبارة عن عمل يدوي زخرفي تبلغ مساحته 1600 قدم مربعة، تم إبداعها في أوج ازدهار الإمبراطورية الرومانية، وأوضح مايكل هوف، وهو أستاذ في تاريخ الفن بجامعة نبراسكا – لنكولن، أنه من المعتقد أن القطعة الفسيفسائية تعد الأكبر من نوعها في المنطقة، وهي تظهر مدى اتساع نطاق الإمبراطورية الرومانية وتأثيرها الثقافي في المنطقة خلال القرنين الثالث والرابع.
وقال: “يشير الحجم الكبير للوحة، إلى حد كبير، إلى أن المؤشرات الظاهرة للإمبراطورية كانت قوية جدا في هذه المنطقة البعيدة”. وأضاف: “لقد فوجئنا بالعثور على فسيفساء بهذا الحجم وبهذه النوعية في هذه المنطقة وهي المنطقة التي كانت عادة خارج نطاق رادارات المؤرخين وعلماء الآثار. وفجأة، ظهرت هذه القطعة الفسيفسائية، ودفعتنا الى تغيير تركيزنا بشأن ما نعتقد أن (المنطقة) كانت عليه في العصور القديمة.”.
ومنذ عام 2005، عكف فريق هوف على استكشاف بقايا مدينة أنطاكية الأثرية، الواقعة على الساحل التركي الجنوبي، والتي أسسها الملك أنطيوخس التابع لروما في منتصف القرن الأول.
وقال هوف: “لم يتم فهم هذه المنطقة بشكل جيد من الناحيتين التاريخية والأثرية. وهي ليست من الأماكن التي أمضى فيها علماء الآثار الكثير من الوقت، لذا فإن أي شيء نعثر عليه يشكل دليلا إضافيا على فهمنا لهذه البقعة من الإمبراطورية الرومانية.”. وتابع: “لقد بدأنا ندرك الآن أنها أكثر اتساما بالطابع الروماني، وأكثر انسجاما مع بقية العالم الروماني مما اعتقدنا سابقا. وتؤكد (طبيعة الفسيفساء المكتشفة) مدى رومانية هذه المدينة”.
وتضم أنطاكية، حسب قول هوف، العديد من المظاهر المتوقع العثور عليها في المدن الرومانية، بما في ذلك المعابد والحمامات والأسواق والشوارع المعمدة. وازدهرت المدينة في عهد الامبراطورية اعتمادا على اقتصاد يقوم على المنتجات الزراعية، لا سيما النبيذ والخشب.
Share via: