لمناسبة عيد مار عبدا، ترأّس الأباتي إدمون رزق، الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية، القداس الإحتفالي في دير مار عبدا – دير القمر، وقد عاونه رئيس الدير الأب وليد موسى والوكيل الأب روي عبدالله، ورئيس مدرسة مار عبدا الاب انطونيو الفغالي والكاهن الجديد الاب الياس ابو ملهم، بمشاركة لفيف من آباء الرهبانية والإخوة الدارسين والإخوة المبتدئين وكهنة الرعايا المجاورة. وشارك في القداس الأرشمندريت نعمان قزحيا النائب الأسقفي لمطرانية صيدا للروم الكاثوليك والمونسنيور عبدو أبو كسم رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام ممثلا المطران مارون العمار، وحضره سعادة النائب الدكتور فريد البستاني والنائب جورج عدوان ورئيس بلدية دير القمر الدكتور ناجي جرمانوس وفعاليات مدنية وسياسية وقضائية، وجمهور غفير من المؤمنين. هذا وخدمت القداس جوقة الإخوة الدارسين بقيادة الأب شربل ابي خير.
وألقى الاب العام عظة جاء فيها:
وهذا المساء، إذ نتأمَّلُ في حياةِ القدّيس عبدا ومواقفِهِ الباسلة، نتأمّلُ بمعنى الانتماء إلى المسيحِ في دعوتِنا المسيحيّة: دعوةِ الثباتِ والتمسّكِ بالحقّ والتبشيرِ بالكلمةِ، كما يدعونا القدّيس بولس في رسالة اليوم:
“فاثبتوا إذاً، وشدّوا أوساطكم بالحقّ، والبسوا درع البرّ، وانعلوا أقدامكم باستعداد لإعلان إنجيل السلام، إحملوا ترس الإيمان… ضعوا خوذة الخلاص، وتقلّدوا سيف الرّوح، الّذي هو كلام الله”
وكأنّ هذه المصطلحات “الحزام، والدرع والترس والخوذة والسيف…” تقصِدُنا اليوم، لترشدَنا للانتصار على حرب الأعصاب بسلاح الإيمان!
وكما يقول سفر صموئيل ” يحفظُ أقدامَ أصفيائِهِ، والأشرارُ في الظلام يزولون لأنه لا يغلبُ إنسانٌ بقوّتِهِ” (1 صم2: 9).
إذن، لماذا نتخاذلُ بإيمانِنا، كأنّنا دونَ إيمان؟ وكيف نخافُ بعد؟
“إذا كان اللهُ معنا، فمن علينا؟” (رو 8: 31)
لنبحثْ عن الربِّ ونكتشفْ سرَّهُ في كلِّ دقيقةٍ من حياتنِا وكلِّ مكانٍ، وكلِّ لقاءٍ، ولنشهدْ له بأعمالِنا، كما فعل قدّيسُنا مار عبدا الّذي استُشهِد من أجلِ إيمانهِ.
وضع عبدا إيمانَه بالكلمةِ المتجسّدة، ولم يخفْ من أيِّ أحدٍ، ولا أيِّ شيء استطاع أن يمنعَه من السيرِ في نورِ الكلمة إلى القداسة. ككاهن ٍأبٍ وكأسقفٍ رئيس، كان مثالاً صالحًا ومنارةً للّذين يبحثون عن جوهرِ الحياة، واضعًا اللهَ ومشيئتَه في أولويّةِ حياتهِ كما كان يوصي من تتلمذوا عنده.
اضاف الاب العام قائلا:
إنّ شفيعَنا مار عبدا هو مثالٌ في عيشِ المسيحيّةِ، وصدى كلماتِهِ يتخطّى الأيّامَ والتاريخ : “ضعوا اللهَ أولاً في حياتِكم، فمن أولويّةِ المسيحِ هذه، تأخذُ كلُّ حياتِنا معناها”. هذه الكلمات سنضعُها أساسًا لأيّامِنا ونتذكّرُها عندما تضيقُ بنا الدنيا، كي لا ننسَ أنّ على صخرةِ المسيحِ، بُنينا كنيسةً واحدة، لا تقوى عليها أبوابُ الجحيم.
وفي الختام اضاف قائلا:
باسمي وباسم الآباء المدبّرين العامّين، وباسم أبناءِ الرهبانيّة المارونيّة المريميّة، أعايدُكم، خاصّةً من يحملون إسم القديس عبدا، ليبارككم الربّ بشفاعة مار عبدا والسيّدة العذراء، وباسمكم أرفعُ الصلاةَ والشكر من أجل الأب وليد موسى، رئيس دير مار عبدا، مع الأب الوكيل روي عبدالله والاب انطونيو فغالي رئيس المدرسة والاب زياد انطون، كما نعايد كاهن الرعيّة الاب جوزيف ابي عون مع الاباء المعاونين، وأتمنّى أن تكونَ كلَّ أيّامِنا أزمنةَ رجاءٍ وثقةٍ بأن الرّب حاضرٌ في وسط شعبه وهو الّذي يعطي الكون الخلاص. آمين