احد تجديد البيعة:
عيد التجديد اليوم في كنيستنا المارونيّة هو عودة الى حقيقة كوننا هياكلاً للروح القدس، أدخلنا إليه أصناماً كثيرة، أصنام الخطيئة والشهوة والمادة وحبْ التسلّط، هياكل تدنّست بالكبرياء والحقد والرغبة بالأنتقام، بالكذب والوصوليّة، بروح الزنى وخيانة وصايا الرّب، بقتل الآخرين كلّ يوم بالنميمة والتهميش. نحن هياكل مدنّسة، يرغب الرّب بالدخول اليها من جديد لتجديدها.
عيد التجديد هو عودة الى حقيقة أنّنا خراف في قطيع المسيح، فلا معنى لوجودنا كمسيحيّين إن رفضنا حقيقتنا كأفراد في عائلة تسمّى الكنيسة، جسد المسيح العامل في العالم من أجل خلاص العالم، ونحن أعضاء هذا الجسد، كلّ منّا يقوم بدوره من أجل خلاص الإخوة من كلّ لون ولسان. خلاص العالم تعيقه خطيئتنا، وتجديدنا وتقديسنا أساسيْان، لا لخلاصنا فقط، بل لخلاص العالم ودخوله في حياة المسيح.
تجديدنا يقوم على تجديد انتمائنا للكنيسة والطاعة لها. أن نكون خرافاً في قطيع المسيح يعني أن نجدّد كلّ يوم إيماننا بالمسيح الراعي وبقدرته على إيصالنا الى حيث يقودنا، الى خلاصنا وخلاص الكون بأسره.
أن نكون خرافاً في قطيع الكنيسة يعني أن نكون رجالاً ونساءً أحراراً، بحرّيتنا نتبع المسيح، لا بسبب خوف من العقاب، ولا بسبب وسواس وقلق مرضيّ، ولا بسبب عادة أو تقاليد، بل لأنّنا لمسنا شخصيّاً حبّ المسيح في حياتنا، وعلمنا أنّه صديق وفيّ حاضر في حياتنا دوماً.
(أ. بيار نجم ر.م.م.)
Share via:
0
Shares
