الكنيسة لم تكن يوما داعمة لأي نظام سياسي لا في السابق ولا حاليا ولا في المستقبل.
الكنيسة فتحت ابوابها لكل المتضررين من الحرب السورية من كل الاطياف.
الكنيسة أطلقت مشاريعها الانسانية لكل السوريين بغض النظر عن انتمائهم الطائفي او الديني او العرقي.
أما عن المظلومية السنية فكما كل السوريين تطال الشعب الفقير اما المستفيدين فكانو حلفاء للنظام سواء أكانو في المعارضة أم في الموالات أم رؤوس الاموال والاقتصاد.
فغريمكم معروف من هو، ومعروف من كان السبب في تدمير المناطق السنية وقتل أبناءكم الذين هم أبناءنا أيضا، وهم:
النظام الذي قصف المناطق والمسلحين الذين ينتمون للفصائل الذين تغلغلوا قي الأحياء السكنية واتخذوا من المدنيين دروعا بشرية.
غريمكم هو النظام وجبهة النصرة وفصائلها.
أما نحن فماذا نتكلم عن المظلومية المسيحية؟!
بلادنا التي دخلتم اليها آمنين واتخذناكم اخوة لنا، فحولتم كنائسنا الى مساجد وكنيسة مار يوحنا (الجامع الأموي حاليا) خير دليل على ذلك.
حقبة المماليك التي هي أسوأ حقبة في تاريخ سوريا وفي تاريخ المسيحيين، قتل، تنكيل، تهجير، حصار حتى على ممارسة الشعائر الدينية، وحرق سجلات الكنيسة، والدليل ليس لدينا أي سجلات محفوظة من حقبة المماليك …
مجازر ١٨٦٠ التي راح ضحيتها آلاف الشهداء من مسيحيي دمشق، من قبل المتطرفين وبدعم عثماني الذي أغلق مداخل دمشق، وكانو يطلقون النار على كل مسيحي يحاول مغادرة دمشق عبر أبوابها ويقتلوه وأحرقوا كل الأحياء المسيحية والكنائس ولولا تدخل الأمير عبد القادر الجزائري والمسلمين السنة الشرفاء الذين حموا المسيحيين لكان قتل جميع مسيحيي دمشق.
خلال مجاعة ١٩١٥ التي فرضها العثمانيين على البلاد باع مطران دمشق صليبه وأملاك الكنيسة ليطعم السوريين من كل الأطياف دون تمييز، وفي جنازته خرج المسيحيين والمسلمين في جنازته.
الدكتور فارس الخوري عراب الاستقلال والذي حمى سوريا من التدخل الاجنبي اذ اجاب السفير الفرنسي من الجامع الاموي اذ قال أن المسيحيين ليسوا بحاجة الى حماية من أحد فكلنا مسيحيون وكلنا مسلمون.
وتسلم وزارة الاوقاف وهو المسيحي حتى قيل أنه خير من حافظ على أوقاف وأملاك المسلمين بأمانته وهو المسيحي.
بالمقابل ماذا؟
لم نعامل كمواطنين انما كنا دائما مواطنين درجة ثانية وثالثة ورابعة.
لم يكن لنا الحق بالترشح للمناصب والادارات.
في الجيش كان سقف الضابط المسيحي رتبة عقيد ويخدم في اماكن غير مهمة ثم يسرح.
اتهم المسيحيين وخصوصا الموارنة بارتباطهم بحزب القوات اللبناني خلال الحرب اللبنانية، اعتقل ابناءنا واعدموا ومنهم الأب ابراهيم سلوم وبعد سقوط النظام خرج من سجن صيدنايا أقدم أسير في السجن وهو عميد الاسرى شقيق الأب ابراهيم.
استغل المسيحيين من قبل النظام اعلاميا ابشع استغلال من خلال الاعلام، سلمت مناطقنا للمتطرفين الذين قتلو المسيحيين وهجروهم كمعلولا وقرى ريف ادلب وصدد والقريتين …
زار رئيس النظام السابق الكنائس ليوجه رسالة للعالم أنه مع المسيحيين، فهل كان المسيحيون قادرون على رفض استقباله؟ وهذه الصور التي تعيرون بها غبطة البطريرك ليس له ذنب بها لا من قريب ولا من بعيد.
بالمقابل كان يوجد خلاف عميق بين النظام والكنيسة ولمن لا يعلم غبطة البطريرك غادر دمشق لفترة الى مقره البطريركي في لبنان بسبب هذا الخلاف.
لم ندعم النظام أبدا.
انما النظام هاجمنا وهاجم قوميتنا ولغتنا السريانية وأغلق مدارسنا التي تعلم السريانية.
اتهامكم مردود عليكم. الكنيسة كانت ولا تزال ضد النزاعات المسلحة، وضد استعمال السلاح بالمطلق، فلا تتهمونا بما هو غريب عن ايماننا ومعتقدنا.
أبناءنا بمعظمهم امتنعوا عن الخدمة في الجيش لمن استطاع الهرب، ومن لم يستطع سيق الى الجيش مرغما.
لدينا الكثير من الفيديوهات التي تظهر قطع أعناق ابناءنا من قبل المتطرفين، هل عممنا اتهامنا للسنة؟ لا.
لأن من يرتكب الفعل هو المسؤول عنه والفكر الذي ينتمي اليه.
ظهرت دا*ع*ش فمن الخطأ والظلم أن نعمم أن كل السنة دا*ع*ش.
اختطف مطراني حلب من قبل المتطرفين على الحدود السورية التركية ولا معلومات عنهم حتى الان.
اختفى الاب باولو داليليو وهو داعم الثورة في دير الزور ولا معلومات عنه حتى الان.
قتل الاب فادي بدم بارد من قبل متطرفين من درعا وهو كان وسيط لاطلاق سراح مختطفين.
قتلت راهبة في حلب وكاهن في ادلب.
قتل الاب فرانس في ديره في حمص بدم بارد.
وتطول السبحة…
من ارتكب فعل تفجير الكنيسة هو والفكر الذي ينتمي اليه المسؤولين عنه، لماذا عممتم الامر على جميع السنة، غبطة البطريرك لم يعمم ونحن نرفض التعميم.
كنا ولا زلنا وسنبقى دعاة سلام.
هذا جزء بسيط من المظلومية المسيحية
تحميل المسؤولية للحكومة حق وواجب، لماذا انزعجتم.
في جميع الدول الحكومات تتحمل مسؤولية الاحداث الامنية.
تتحمل المسؤولية لانها انفردت بالسلطة ولم تشارك جميع السوريبن.
تتحمل المسؤولية لانها تركت العناصر المتطرفة تصول وتجول في الشوارع والاحياء والمدن.
تتحمل المسؤولية لانها كانت ترى عناصر الامن العام يضعون أعلام داعش على أكتافهم وهم يلبسون بدلة الامن العام.
تتحمل المسؤولية لانها ترى أعلام داع*ش تباع قي الأسواق ولم تتخذ اي اجراء.
تتحمل المسؤولية لان من نفذ الجريمة هم نفسهم من افتعلو المشكلة سابقا امام كنيسة مار الياس، وادعى الامن العام انه اعتقلهم وسيحاسبهم ولكن في اليوم التالي تركهم حتى ارتكبوا فعلتهم.
لمن تريدونا ان نحمل المسؤولية.
لسكان القمر او المريخ؟!
نحن نعلم أن الذباب الالكتروني ممول قطريا وتركيا، ونعلم أن هناك شخصيات معروفة باعت نفسها وضميرها لقطر وتركيا.
ولكن نوجه نداء لاخوتنا السنة الذين حموا المسيحيين سنة ١٨٦٠:
لا تسمحوا بتكرار المجزرة، فاليوم العناصر نفسها موجودة، المتطرفين والراعي التركي (العثمانيون الجدد).
والى كل السوريين، لا تظنوا أن الاتراك بحبونكم، انهم يخبون فقط مصالحهم وحلمهم باعادة احتلال بلادنا واعادة احياء السلطنة العثمانية واعادة السوريين عبيدا لهم ووقودا لحروبهم.
كونوا يدا واحدة في حماية سوريا من التطرف ومن التبعية لتركيا ولدويلة قطر وللايراني وللدول الخارجية.
لن نكون دولة سلام في المنطقة ان لم يتحقق السلام بين السوريين وتتحقق المساواة الكاملة في المواطنة وقي الخقوق والواجبات وان لم تقدس الحريات الفردية والعامة والسياسية …