الخوري نسيم قسطون:
أسماء متعدّدة، أطباع مختلفة، مهن متعدّدة، مستويات علميّة متباينة، أوضاعٌ ماديّة متفاوتة… هذا ملخّص عن أوضاع رسل الربّ يسوع الّذين يتمّ تعدادهم في إنجيل اليوم (متى 10: 1-7)!
نلاحظ أن الربّ لم يختر رسله وفق معايير الكفاءة المعتمدة في المؤسّسات اليوم أو وفق مؤهّلاتهم الشخصيّة الّتي تميّزهم عن باقي النّاس!
لقد إختار الربّ رسله من بين النّاس، يشهونهم في كلّ شيء: ففيهم الفقير والمتعلّم والصيّاد والعشّار… أي من فئات المجتمع آنذاك وكذلك من مختلف المناطق الجغرافيّة وفق ما يروي تقليد الكنيسة…
العبرة المهمّة في ذلك هي في أنّ الربّ لا يضع شروطًا تعجيزيّة على الإنسان الّذي يريد أن يتبعه بل جلّ ما يريده هو أن يكون مرسله مستعدًّا لوضع ما لديه من طاقات وقدرات بين يديه…
كثيرون يقولون “ليس لدينا الإمكانيّة أو القدرة”، يجيبهم نصّ اليوم بوضوح بأنّ ما لديهم قد يكون أكثر من كافيًا للشهادة أمام الأقربين!
قد لا يكون لديك أيّها القارئ قدراتٌ لاهوتيّة أو كلاميّة كي تكون لاهوتيًّا أو كاتبًا أو ربّما كاهنًا أو مرسلًا… ولكن لديك كلّ اللازم كي تكون شاهدًا أمام أقرب النّاس:
- فكم يكلفك أن تصلّي مع عائلتك؟
- أو أن تمتنع عن الكلام البذيء أمام أولادك؟
- أو أن ترشدهم إلى سبيل عيش صالحٍ كريم غير مستندٍ إلى السرقة والتشاطر؟
- هل يصعب عليك أن تقودهم إلى الله شخصيًّا وإن عجزت عن ذلك فيمكنك الذهاب بهم إلى الربّ في الصّلاة؟
- هل قراءة مقطع من الإنجيل يصعب عليك في عصرٍ أصبح فيه الكتاب المقدّس متوافرًا بآلاف الطرق؟
- وإن عجزت عن فهم أمرٍ، أيصعب عليك سؤال كاهنٍ أو مختصّ؟
كثيرةٌ إمكانيّاتك يا مسيحيّ اليوم ولكن ينقصك أن تثق بالربّ وأن تضع قدراتك بين يديه وعندها ستنضمّ إلى قافلة الرسل والمرسلين!
تعداد الرّسل اليوم يؤكّد لنا بأنّه بمقدور كلّ واحدٍ منّا أن يكون رسولاً ليسوع مهما كان ماضيه أو مهما كانت ظروفه السابقة ولذا فالربّ لا ينظر إلى ماضينا بقدر ما يراهن على مستقبل علاقتنا معه وعلى وعينا بأنّ توبتنا تعطينا دفعًا من محبّته لنمحو ببرّنا “الجديد” خطايانا “السابقة”…
Share via: