الأحد الرابع من زمن العنصرة

الخوري نسيم قسطون:

شاركت مرّة في حوار…. وكان عن الأحلام…

في صلب الحوار، تساءل أحدهم: “ماذا يقتل الأحلام”؟

فأجاب أحدهم: “تحقّقها” وقد كان محقًّا بالمعنى الماديّ إذ إن تحقّق الحلم يحوّله إلى حقيقة…

ولكن، كثيرون يعودون فيتألّمون من جرّاء تحقّق أحلامهم “الماديّة” إذ سرعان ما يفقدون إهتمامهم بما إنتظروه وقتًا طويلاً كما هي حالة الطّفل الّذي ينتظر اللعبة وقتًا طويلاً وسرعان ما يسأمها ويبدأ fالبحث عن غيرها!

لا ينطبق هذا على حالة “الحلم بالخلاص” الّذي تحقّق بتجسّد الربّ يسوع وبموته وبقيامته…

فالربّ إفتتح دربًا لا تنتهي ومنح البشريّة نبع محبّة لا ينضب ولا يشحّ وفق ما يبيّنه لما إنجيل اليوم (يوحنا 14: 21-27).

ليست المشكلة إذًا في “حصّة” الربّ بل هي في “حصّتنا” إن أهملنا هذا العطاء وإستمرّيْنا في أحلامنا التي تخيّبنا ولو تحقّقت…

إن تأملّنا مليًّا بما حقّقه الربّ من أجلنا فسنجد حتمًا بأنّنا فقدنا قسمًا من الدّهشة أمام محبّته العظيمة…

كلّ المطلوب منّا هو أن نبصر مجدّدًا عظمة الله ومدى محبّته لنا!

فكم نحن مباركون…

فنحن نعيش في زمن يسوع المسيح وفي زمن الكنيسة حيث نتأمّل بيسوع في الكلمة وفي القربان وفي كلّ مَن يحتاج إلى الرحمة وبالتالي ينطبق علينا أيضًا ما قاله الربّ: “طُوبَى لِلْعُيونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا أَنْتُم تَنْظُرُون!”.

فنحن نختبر في كلّ يومٍ محبّة الله وغفرانه ونتناوله في الإفخارستيا زادًا لحياتنا الأرضيّة وعربونًا للحياة الأبديّة…

فهل ندرك حقًّا أهميّة هذه النِعَم وهل نسعى بكلّ قلبنا للحفاظ عليها ولترسيخها أكثر في حياتنا؟!

إنجيل اليوم يدعونا إلى تقدير ما وهبنا إيّاه الله وإلى شكره على كلّ ما باركنا به!

اترك تعليقاً