توجت الكلية الشرقية إحتفالاتها التي بدأتها منذ العام 2023 باليوبيل ال 125 لتأسيسها، بإطلاق إسم الأرشمندريت يعقوب الرياشي على الطريق الممتدة من نادي الأمومة الى الكلية، في “لحظة فخر وامتنان” كما قال الرئيس العام للرهبانية الباسيلية الشويرية الأرشمندريت جورج النجار. وقد لقيت هذه الخطوة ترحيب ودعم وتشجيع بلدية زحلة – معلقة وتعنايل ورئيسها أسعد زغيب الذي شارك الى جانب جمع من الفعاليات في إزاحة الستار عن لوحة تذكارية ثبتت على مبنى الكلية وأرّخت لمحطات من حياة الأرشمندريت الذي قال زغيب أنه “بفضله نورت زحلة بالكهرباء، نورت بالثقافة، ونورت بالاقتصاد والسياحة”.
ليس شارع الأرشمندريت يعقوب الرياشي “مجرد اسما جديدا في خارطة المدينة، بل هو شراكة حية على امتداد ارث رجل آمن بأن القداسة لا تنفصل عن الخدمة، وأن الايمان الحق يترجم بالأعمال.” كما قال النجار.
فتشارك المتحدثون في الإحتفال بتعداد الإنجازات الإنمائية والثقافية للأرشمندريت الآتي من الخنشارة الى مدينة زحلة. بدءا من تأسيس الكلية الشرقية في العام 1898، الى بناء فندق قادري الكبير الذي أطلق أعمال تشييده في العام 1910 ، والى توليد الطاقة الكهربائية في مدينة زحلة والسعي للإستحصال على إمتياز تأسيس معمل لإنتاج الكهرباء في زحلة منذ سنة 1913 الى جانب سعيه لإنشاء سكة للترامواي في زحلة لم تبصر النور. فلم يعتبر الأرشمندريت الرياشي زحلة “مدينة عادية” كما قال وزير الاعلام السابق ملحم رياشي “بل ساهم في ان تكون منارة للعلم والشعر والادب والفكر على ضفاف المتصرفية حيث شقت الحرية طريقها في هذا الشرق باسمه، في زمن الظلم والظلام والقهر الذي قاساه أهلنا واجدانا”.
إستذكر زغيب في كلمته بالمقابل محطات من تاريخ زحلة، التي ترك فيها الأرشمندريت رياشي بصمات كبيرة. معتبرا أن “تاريخنا هو استمراريتنا”. ليلفت الى إهتمام بلدية زحلة بجمع هذا التاريخ وأرشفته. ومشاركاً ما تم جمعه حول تاريخ القصر البلدي الذي سبق بناءه بناء الكلية الشرقية بإحدى عشر عاما، ومكررا التأكيد على كون هذا المبنى بني بنخوة شباب المدينة وهمتهم ومحبتهم وأموالهم لها، خلافا لما يعتقده البعض أن العثمانيين هم من بنوه.
ابونا يعقوب الذي وصفه رئيس الكلية الشرقية الأب شربل أوبا ب “الرؤيوي الذي سبق عصره بسبب ادارته الحكيمة والمامه بالهندسة المعمارية” يستحق وفقا لزغيب “أكثر بكثير من إطلاق إسمه على الشارع المؤدي الى الكلية الشرقية” معتبرا إياه “رجل دين وعلم وانماء بامتياز. عمل لصالح الإنسان وتطويرة بشتى الميادين وله فضل بنقل زحلة الى عصر الحداثة”.
وأكد زغيب أننا “سويا بلدية زحلة والرهبنة الباسيلية الشويرية سنكمل المسيرة”، هذه الرهبانية التي إعتبرها أوبا أيضا “أنها وزحلة توأمان”. مشيرا الى كون “ابن الخنشارة الأرشمندريت يعقوب الرياشي جسد هذه التوأمة فأحب زحلة وأحبته”.
