يواجه الأفراد أحيانًا مواقف يتلقون فيها معاملة باردة أو جافة، أو يتعرضون لإيذاء نفسي أو محاولة لتقليل شأنهم، مما يثير لديهم التساؤلات حول الأسباب والدوافع الكامنة وراء ذلك. إنّ الجواب العلمي والنفسي يشير إلى أنّ هذه التصرفات لا تنبع بالضرورة من غضب تجاه الطرف الآخر، وإنما هي انعكاس لمشكلات نفسية داخلية يعاني منها هؤلاء الأفراد.

تُعرف هذه الظاهرة في علم النفس بمصطلح “الإسقاط النفسي” (Projection) أو “التكرار القهري” (Compulsive Repetition)، حيث يقوم الفرد بإعادة إنتاج تجاربه السلبية السابقة من الألم النفسي على الآخرين في سياقات جديدة، دون وعي مباشر منه.

ومن هذا المنطلق، قد يُظهر الأشخاص السلوكيات السلبية التالية نتيجة لصراعات داخلية:

• الحسد تجاه من يتمتع براحة نفسية وسلام داخلي، نظراً لافتقارهم إلى هذه الحالة.

• الكراهية تجاه الأشخاص الذين يمتلكون وضوحًا وشفافية في التفكير والتعبير، في مقابل تشوشهم الذهني والوجداني.

• الإيذاء النفسي تجاه من يتحلون بالصدق والأمانة، نتيجة اعتيادهم على المراوغة والكذب.

بناءً عليه، فإنّ جذور هذه التصرفات تكمن في الصراع النفسي الداخلي لأولئك الأفراد، وليس في الذات التي يتعاملون معها. إنّ المشكلة تكمن في عدم قدرة هؤلاء الأشخاص على التعامل مع حضور “النور” المجازي، المتمثل في الصفات الإيجابية التي يمتلكها الآخرون، مما يجعلهم يتصرفون بطريقة دفاعية وغير متزنة.